في سلسلة الدعوة التي كنا نتحدث عنها، وعن مفرداتها وأسباب نجاحها، ومقدماتها ...
نجد من المناسبة ما يدعونا أن نتحدث عن نموذج من نماذج الدعوة المحمدية المعاصرة من خلال رجل بقي عمرَه يدعو إلى الله حتى لقي الرفيق الأعلى وما طويت صفحات حياته الدنيوية عن عمر يناهز الثانية والتسعين إلا وهو مستغرق في ذكر الله وتوحيده.
آخر أنفاسه وهو يخرج من الدنيا ويقول : ( الله ) .
إنه أستاذنا عبد الرحمن الشاغوري.
وحينما لا يتعرف المسلمون إلى نماذج الدعوة في كل زمان فإن ذلك ربما يدعوهم إلى توهم انحصار النموذج في زمن الجيل الأول من الأمة .
لكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر :
(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله).
على الاستقامة ماضون، بواطنهم موحدة صفت من التعلق بالأغيار، وظواهرهم جرت على اتباع النبي المختار صلى الله عليه وسلم .
وجدت لزاماً أن أتحدث هذه الجمعة عن هذا الداعية الذي عرفته منذ ما يزيد على الثلاثين سنة.
عرفته منذ أن كنت طفلاً في أواخر الستينيات، وصحبته ودخلت بيته وأخذت عليه من العلم وأحببت أن أذكر شيئاً يسيراً لعلنا ننقل تلك الصفات لشبابنا ودعاتنا وعلمائنا في وقت نحتاج فيه إلى هذه النماذج التي اتصلت أوصافها بأوصاف أصل الأمة وسيدها محمد صلى الله عليه وسلم.
وكما قال الله سبحانه : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ) آل عمران(41) ؛ قال : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا) ص (17) .
فحينما تذكر ربك تقف أمام أوصاف الربوبية والعظمة، أمام الغنى ، أمام القوة ..
وحينما تذكر عبده نرى عند ذكرنا له فقر الإنسان إلى الله ، وحاجة الإنسان إلى الله، نرى كيف يستمد هذا الإنسان بفقره كل الغنى ، لكن من مولاه لا من سواه ..
نرى كيف يستمد العلم وهو على بساط الجهالة والاعتراف بها ممن علم الإنسان ما لم يعلم .
(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا) حتى ترى كيف يكون العبد .
(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا) حتى تكون عبداً .
عبد الرحمن الشاغوري هذا رحمة الله عليه الذي توفي منذ أيام وكانت جنازة مشهودة تسمو فيها الأرواح وترتقي، خرج فيها العباد يملئون شوارع دمشق، فما كنت تشعر في ذلك الموكب المهيب إلا بلقاء ملائكة السماء بالأرض.
عبد الرحمن الشاغوري هو أصلاً من آل عابدين ، حسيب نسيب شريفٌ حسيني النسب ، ينتهي نسبه إلى سيدنا علي زين العابدين ابن الحسين رضي الله تعالى عنهم جميعاً .
ولد في مدينة حمص عام ألف وتسعمائة واثني عشر .
توفي أبواه وهو صغير، فعاش يتيماً، ونشأ في رعاية أخيه الأكبر وكفالته؛ فانتقل به أخوه الأكبر من حمص إلى دمشق وعمره عشر سنوات وليس له أحد في دمشق لا يؤويه ولا يحميه .
عاش مرارة اليتم والقلة، واضطر أن يعمل مستأجَراً في سن مبكرة وكان لا يقدر على دفع أجرةٍ يدخل فيها إلى كُتّابٍ يعلمه القراءة والكتابة، فاضطر إلى العمل عند بعض صغار أرباب المال، في ذلك الوقت الذي كانت البطالة فيه والعطالة كبيرة، والمستغلون ما أكثرهم، لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعلمه، ولم يكن يملك من المال ما يكفي للكتاب.
فماذا يصنع ؟.
ساقه الحق فعمل صانعاً ومستأجراً في مكان وكان جدار ذلك المكان ملاصقاً للكُتّاب، فكان وهو يعمل يسمع ما في الكُتّاب من وراء الجدار، فكان يسمع الألف والباء والتاء ..
حفظ تلك الحروف حفظاً وحين يخرج الأطفال من الكتاب يسألهم ما صورة الباء؟ ما صورة التاء ؟. ما صورة الألف ..؟
فكان يربط بين ما يسمعه وبين ما يرى صورته، يسمع من الكتاب دون أن يرى ويستعين بالطلبة عند انصرافهم حتى يتعلم صورة الباء والتاء، فانطبعت صورة الحروف وألفاظها وأصواتها في مخيلته؛ فذهب إلى مصحف ذلك الرجل الذي يعمل عنده، فرأى في المصحف حروفاً تشبه تلك التي سمعها وحفظها فبدأ يربط بين الحروف حتى ربط بين حروف البسملة وحروف الحمدلة وحروف فاتحة الكتاب وما هي إلا ثمانية أشهر حتى صار يقرأ القرآن كأحسن ما يقرأ .
(عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) العلق (5).
كن فقيراً إلى الله تجد غناه يحيط بك ، ارتمِ في أعتاب عبديتك واعترف بها يتولاك مولاك حتى لو لم يكن من حولك عيال ولا مال، لأن رب العيال ومنـزل الأرزاق والأموال قد تكفل بخلقه.
حدثني شخص من محافظة ادلب قال لي : كان عندنا حجارة سوداء كبيرة كانوا يضعونها عند طهو الطعام على القدر حتى تنضج الأغذية في القدر، قال : ورثت تلك الحجارة الكبيرة الصماء عن أبي وورثها أبي عن جدي ، وكانت توضع فوق القدر والقدر يغلي، ومرة وهي في يدي وقعت على الأرض فانكسرت فرأيت فيها عجباً ! رأيت في أعماقها دودة وقد أنبت الله لها حشيشة خضراء .
الكثير منا لا يعرف الله ...
وبعد أن قرأ القرآن أراد أن يتعلم فنون الخط ؛ فكان يقف أمام اللافتة، وكلما مر بلافتة في الطرقات كُتِبَ عليها اسمٌ أو مهنةٌ يأخذ الدفتر فيقلد ذلك الخط المكتوب على اللافتة ثم يصل إلى البيت وقد جمع مما كتب كثيراً فيعيد رسمه وتحليله وتركيبه.
ثم وجد أنه لا بد من الأستاذ والمعلم فانتقل إلى شيخٍ يعلمه وقد أصبح في سن الخامسة عشرة ..
انطلق إلى أستاذ دمشقي عرف بالفضل وكان يعلم الطلبة لوجه الله ..
انطلق ليبني أول حجر في بناء العلم ليقَوِّمَ ما تعلمه من اللغة ، ومن القراءة، فكان أولَ شيخ دمشق تولى رعايته شيخٌ اسمه الشيخ حسني بكري البغال، وهو أول من تعهده بالعلم، لكنه كان في نهاره عاملاً قد أتقن صناعة الغزل والنسيج، فكان يذهب إلى أستاذه حين ينتهي من عمله.
لم يدرس في مدرسة شرعية ليخرج بعد ذلك موظفاً ويعين في مسجد ويتقاضى راتباً لكنه مارس الحياة، ودخل الواقع، وأتقن العمل في الغزل والنسيج إلى أن صار مرجعاً وبارعاً فيه .
لكن ذلك العقل المتنور الذي يدخل إلى المسجد ليتعلم فيه العلوم كان يحمله معه إلى ساحة الغزل والنسيج .
ومن ملاحظاته الإنسانية والإسلامية رأى أن أرباب العمل يستغلون العمال، وهكذا شأن الإنسان لا يستطيع أن يتجرد عن ملاحظاته الإنسانية, وكان أرباب العمل يستغلون العمال أيما استغلال لا سيما أن الوقت كان وقت بطالة وعطالة.
دافع دفاعاً شديداً عن حقوق العمال وطالب بسن القوانين التي تحفظ لهم حقوقهم حتى صار وجهاً بارزاً كبيراً في دفاعه عن حقوق العمال في وقت كانت الشيوعية فيه تستقطب العمال وتناديهم إلى الشيوعية.
وقال لي الشيخ يوماً من الأيام استطعنا أن نوقف مد الشيوعية إلى العمال في سورية , لأننا دافعنا بالإسلام عن حقوق العمال .
انتخب بعد ذلك رئيساً لاتحاد عمال النسيج في دمشق, ثم انتخب رئيساً لاتحاد نقابات العمال في سورية, وأصبح عضواً في اتحاد العمال العرب, وحينما وصل إلى سن الستين ولم تكن أنظمة النقابات تسمح بمتابعة عمل إداري بعد الستين, طلب منه الوزير وقتها بإلحاح شديد أن يمدد خدمته لأن البلاد بحاجة إليه.
وأيام احتلال فرنسا وهو في عمله وتعلمه كان في صدارة من يشارك في الثورة السورية وهو دون سن العشرين , وكان يقارع ذلك المحتل بالحجارة وبالسلاح, وينظم الشعر ويلهب المشاعر ويستثير نفوس الناس حتى يطردوا المحتل عن الأرض.
حضر مجالس شيوخ العلم في زمانه وأخذ عليهم , وياما أُحَيْلا تلك المصادر التي كان طالب العلم يأخذ منها علمه, فيفوق علم الجامعات بكثير ، فحضر مجالس ( المحدث الأكبر ) : الشيخ محمد بدر الدين الحسني محدث الديار الشامية الأكبر فتلقى عليه الحديث النبوي الشريف وأصوله .
وتلقى الفقه عن الشيخ : علي الدقر شيخ فقهاء دمشق والشيخ صالح العقاد .
وقرأ شرح الحكم العطائية على الشيخ أمين سويد .
وقرأ من البخاري على الشيخ توفيق الأيوبي وأتم قراءته بعد وفاة الشيخ الأيوبي على الشيخ محمد المكي الكتاني رحمة الله عليهم جميعاً .
وقرأ على الشيخ عبد القادر الدكالي في علم العقيدة .
وقرأ علوم الفرائض والمواريث على الشيخ أبي الخير الميداني .
وأتم علوم العربية على الشيخ محمد بركات، والشيخ علي سليق، والشيخ إسماعيل الطيبي ، والشيخ أحمد الدقر ، والشيخ لطفي الفيومي .
وقرأ التفسير على أستاذه الشيخ : حسني البغال .
ثم قاده ذلك الشيخ الأول إلى الشيخ الأخير، ومن أشرقت بدايته أشرقت نهايته ،
فقاده شيخه حسني البغال الأول إلى شيخه الأخير محمد الهاشمي التلمساني, المربي الكبير, الذي لم يكن في البلاد أحد أعلم منه ولا أرق منه, ولا أصفى ولا ألطف في الأذواق والأخلاق منه, فأخذ عنه التوحيد والتربية والأخلاق والأذواق.. إلى أن صار يقرأ العبارة في درس شيخه، فكان الشيخ الهاشمي يقرر شرحاً وكان الشيخ عبد الرحمن يقرأ العبارة, حتى ظن الناس لكثرة ما رأوه ظلاً للشيخ الهاشمي التلمساني رحمة الله عليهما كانوا يظنون أنه ولده .
عمل خطيباً ومدرساً دينيا في مساجد دمشق بعد أن أصبح موسوعة في العلم والأدب والتربية والأذواق, وكان أينما حل يجذب الناس بلطفه وبأخلاقه وبأحواله وبحسن مؤانسته وممازحته، وما رآه أحد إلا أحبه, والمؤمن آلف مألوف.
وإذا رجعنا إلى ديوان شعره الذي لم يترك من الكتب غيره ، وكثيرٌ من العباقرة الكمَّل كان إخوانهم كتباً لهم .
سئل أبو الحسن الشاذلي رحمة الله عليه ماذا كتب من الكتب ؟
فقال : ( إخواني كتبي ) .
فكان من إخوانه ابن عطاء الله السكندري صاحب الحكم العطائية التي بقيت حكمه إلى آخر الزمان مصدراً للعلوم والمعرفة .
لكن شيخنا الشاغوري ترك شعراً كثيراً , جمع في ديوان , من تأمل هذا الديوان يجد فيه ذلك التنوع العجيب الذي يمثل الإنسان في تنوعاته الروحية والذوقية والأدبية و الاجتماعية والجهادية والعلمية فلم يكن غرضٌ من أغراض الشعر إلا وكان يسلك مسلكه وكان يوجه من خلاله شعره .
عالم كهذا قد لا تتوقع أن تقرأ في شعره قصيدة عن الأم, ربما تتصور أنه يتحدث في قصيدة تحكي تاريخاً في السيرة, أو تدعو إلى تحسين في السلوك والمعاملة , لكنك تقرأ على سبيل المثال في ديوانه هذه القصيدة في الأم يقول فيها :
بكِ الإلــهُ لهـذا الكــونِ يـبـديـنا
في الأشـهرِ التسـعِ حمـلٌ كلُّه سَــقَمٌ
كم تُنجبـينَ كـريـمـاً كـفُّـهُ هَطِــلٌ
يا أمُّ كم تسهرينَ اللـيلَ من أرقٍ
و أدمـعٌ مـنكِ طـولَ الليلِ سـائلةٌ
هـذي يمينُك قد كانت وِســـادتَـنـا
إن جـاءَنـا الخيرُ طـبعاً تفرحـينَ لـنا
أو نابنا الشرُّ تَلفينَ الضحى غَـلَـســاً
قد حثَّنا الشرعُ أن نبغي الرضا أبـداً
بكِ الهدى و المنى و الخيـرُ أجمـعُـهُ
يا أمُّ مــعْ ذوقِكِ الآلامَ والهُــونـا
تلفينَـهُ بعـدَ وضــعِ الحملِ نِسـرينا
و تُخرجينَ فتىً يهــوى المـياديـنا
و الـدَّرُّ من ثديكِ الهامي يغــذِّينا
إن شاكنا الشوكُ في إحدى أيادينا
و تلكَ يُسـراكِ للنَّهـديـنِ تُدْنـينا
والبِشرُ من ثغرِكِ الضحَّاكِ يُحييـنا
فأنتِ أكرمُ مَن أضحى يواسـينا
يا أمُّ مـنك عسى مولاكِ يُرضينا
فإن عَـققـنا ففي وَيـلٍ مهاويـنا
قصيدة تعالج صلة الولد بأمه معالجة لا تجدها عند أكابر من كتب في الشعر لأنها معاناة إنسانية لامس من خلالها حقيقة الإنسان .
أما القصيدة الثانية التي اخترت أن أنقلها إليكم وأختم بها فهي القصيدة التي دعا بها العرب إلى الوحدة, وكأنني أسمعه في هذا الوقت يدعو أمتنا العربية والإسلامية إليها يقول فيها :
حطِّمِ القيـدَ و اتـحــدْ لا تـبالِ
في اجتماعٍ وفي اقتصادٍ وفي كُلِّ
سيّما وَحــدةُ الثـقافـةِ مـنهـا نصطَفيها من تالدِ المجدِ عن
م وَحـدةُ العـربِ غـايـةُ الآمـالِ
مجالٍ في السِّلْمِ أو في النضـــالِ
يتـجلّى للـعُـربِ كلُّ كـمـالِ
أسلافِنا قادةِ الوغى الأبطـالِ
م
فـبهذا يـنهـارُ كـلُّ عـدوٍ
أيها الكادحونَ في وطـن الضــــا
أنتمُ للأوطانِ ركــنُ ارتكـازٍ
حـقِّقـوا باتحادِكم كلَّ شــيءٍ
وأزيلـوا تلكَ الحواجـزَ حـتـى
إنها من صنيعةِ الغربِ حقاً
جاثـمٍ فـي ربوعِـنـا باحـتـلالِ
دِ فهـيا سَــيراً لأوجِ الكـمالِ
وضمانٌ من عـاديـاتِ اللــيـالي
جاءَ في نهجِكم على الإجمـــالِ
يتســنّى للـفـردِ أيُّ اتـصـالِ
حينَ جاسوا في الدارِ كلَّ خـِلالِ
فأميـطـوا أذاهـمُ عـن ربـوعٍ
لم يزل عـندنا لهم مـن بـقـايـا
كافحوا كلَّ من تَجـرثَمَ منـهم
طاهراتٍ من رِجس كلِّ ضــلالِ
للدعاياتِ في رجـوعِ احتــلالِ
و أتـمــوا الجـلاءَ باســتـئصالِ
إنما الاســتعمارُ أحــدَثَ فـيـنا يا نضالَ الأسودِ يا شرفَ المجد
يا ديارَ الرشيدِ يا كعبـةَ العلـمِ
م
م في صفوفٍ لنا ثغـــورَ انفصالِ
فحطِّمْ ما ثمَّ من أغلالِ
عرينَ الأسودِ والأشـبالِ
لا تميلـوا نحــوَ القطـيـعــةِ إنـا
يا بني الضادِ سُــوقةً(1) و مَلـيكـاً
وحِّـدوا صفَّكم ومُجّـوا نفـوسـاً
ثـم زُجُّــوا أوطانَكم باتـحــادٍ
قـد جَـرَعـنا مـرارةَ الانـفصـالِ
و رئيسـاً هلاّ ســمعـتمْ مـقـالي
و اجعلوا الحـقَّ فوقَ كلَّ مَـنـال
بعـدَه وَحــدةٌ كمـثلِ الجــبـال
وهكذا ... نرى نموذجاً من النماذج التي اتصلت في العلم والعمل والسلوك والتواضع والأخلاق واللطف والمؤانسة والدعوة ما ينبغي لنا أن نجعله أنموذجاً ومثالاً يقتدى به ويحتذى به .
فالخير كما يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة) .
اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً
اللهم إنا نسألك أن تجعل من سير الصالحين نفعاً لقلوبنا ولحياتنا ولسلوكنا , نسألك يا مولانا أن ترحمهم وأن تجمعهم , وأن تجمع هذا الأستاذ الفقيد بحبيبه وأسوته ومصطفاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلحقنا جميعاً بمنهجهم ومسلكهم , إنا على ما يشاء قدير , أقول هذا القول واستغفر الله .
|