لئن كانت الإحصاءات تسجل في الأزمنة الأخيرة خسارات كبيرة على مستوى الأموال وعلى المستويات المادية المتعددة ؛ فإن الخسارة الكبرى التي يشهدها عالمنا اليوم تكمن في خسارة الإنسان نفسه.
وليست مصيبة في العالم كالمصيبة في خسارة هذا المخلوق الذي أراد الله سبحانه وتعالى له أن يكون مكرَّماً ؛ فكان في مساحة الفوضوية والضجَّة ضالاً عن نفسه..
يهتدي إلى ركوب سفينة الفضاء ، ولا يهتدي إلى نفسه..
يهتدي إلى ركوب الطائرة وعبور المحيطات ، ولا يهتدي إلى سر إنسانيته..
يمسك بكنوز الأرض ويلامس كواكب السماء ولا يمسك بإنسانيته...
وهكذا كانت رسالة الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين كان خاتَمهم وإمامَهم سيدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالدِّين الخَاتَم والحنيفيَّة السمْحَة, فنبه الإنسانَ إلى سر نفسه, وإنسانيته الثمينة.
والإنسانُ أضاع إنسانيته حينما وقف مع حاجات بدنه ، وغفل عن أسرار روحه.
يعتني وهو يبتكر المخترعات الجديدة والمصنوعات العديدة بما يريح جسده , لكنه ناسٍ وغافل كل الغفلة عن روحه النورانية التي فيها سر الإنسانية .
ويرحم الله من قال:
(فأنت بالروح لا بالجسد إنسان)
وقفْتُ بين يدي كتاب الله تبارك وتعالى باحثاً عن خطاب القرآن المعرِّف للإنسان , والشارح له, الذي من خلاله نستطيع أن نفهم ماهية الإنسان من خلال علم خالق الإنسان- والقرآن أنزله الله تعالى بعلمه.
فرأيت في الخطاب مستويات ثلاثة تخاطب هذا الإنسان.
تقول له في المستوى الأول:
أنت في مادتك وفي بدنك وفي تكوينك من حيث المادة مخلوقٌ ضعيف, لا يساوي في الكون شيئاً.
أنت صغير في مادتك, لا تساوي شيئاً في هذا الكون الكبير..
والخطاب الثاني يقول له:
أنت متردد في نفسك تحتاج إلى هداية تهديك وتخرجك من ترددك.
أما المستوى الثالث في الخطاب فإنه يقول للإنسان:
أنت أيها الإنسان عظيم كبير ، لكن باعتبار المعنى فيك لا باعتبار مادتك, ولا جسمانيتك, بل باعتبار ما يمكن أن تحمله من المعاني.
وهكذا تكتمل صورة خطاب الله تعالى في أذهاننا التي يخاطب بها الإنسان.
وحينما تصغي البشرية إلى هذا الخطاب في مستوياته الثلاثة تجد حاجتها إلى هداية وحي السماء.
المستوى الأول في الخطاب :
الذي يقول للإنسان أنت صغير في خلقك البدني باعتبار الكون المحيط بك, فنقرأه في آيات في كتاب الله تعالى, منها قوله تعالى:
(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا، رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا، وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا، أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا، وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا)النازعات: 27-32
أين أنت أيها الإنسان باعتبار جسمك في هذا الكون المحيط بك ؟
وفي نفس المستوى من الخطاب نقرأ قوله تعالى:
(وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)النساء: 28
باعتبار تكوينه البدني في هذا الكون المحيط به.
برقٌ يتحرك في السماء بشرارة لا يستطيع الإنسان أن يصمد أمامها في بقعة صغيرة من الأرض!!.(وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)
وفي نفس المستوى من الخطاب نقرأ قوله تعالى:
(أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْئًا)مريم: 67
إنه خطاب يُفهم الإنسان أنه لا شيء حينما لا يكون مستمداً ومستعيناً.. إنما هو قوي بمعناه عندما يستعين بربه القوي.. وهكذا يتوالى الخطاب :
(فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ)الطارق: 5-6
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) وما أهون الطين عليك (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا)المؤمنون: 12-14
فإذا انتقلنا إلى المستوى الثاني من الخطاب :
الذي يعرِّف الإنسان إلى تردده في نفسه, وأنه متردد بين وصفين, فهو محتاج إلى المُرجِّح الذي يخرجه من تردده وحيرته.
نقرأ في هذا المستوى من الخطاب آيات من كتاب الله, منها قوله تعالى:
(خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ)الأنبياء: 37
(وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ)يونس: 12
إنه متردد, تارة تجده خائفاً, وتارة تجده راجياً.
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ)هود: 9
متردد حين يرى السَّراء والضراء فتتردد نفسه بين هذا وذاك..
أما المؤمن فإن السَّراء والضراء عنده سيان, لأن السَّراء تقتضي عنده توجهاً إلى الله تعالى شكراً , والضراء لا تغيره لأنه متوجه فيها أيضاً إلى ربه صبراً .
(وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُورٌ)الشورى: 48
(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا)الإسراء: 83
تردد بين جانبين يحتاج معهما إلى منقذ يخرجه إلى الاستقرار، ليضعه في السكون تحت مجاري أقدار ربه، فيكون متوجهاً في الحالين إلى الله تعالى الواحد.
(لاَ يَسْأَمُ الإِنسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ)فصلت:49
(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ)فصلت: 51
(وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنسَانُ كَفُورًا)الإسراء: 67
(وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لله أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ)الزمر: 8
(فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)الزمر: 49
(وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولا)الإسراء: 11
(قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإِنسَانُ قَتُورًا)الإسراء: 100
(إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا)المعارج: 19
(وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا)الكهف: 54
(كَلا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى)العلق: 6
(إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)العاديات: 6
وهكذا يدخل الخطاب الرباني إلى أعماق الإنسان ليستخرج منه تردده, وليقول له:
انظر هذه جِبلَّتُك, فكما كنت ضعيفاً في خلقك البدني فأنت متردد في نفسك تحتاج إلى هداية, وهذا في البشر كل البشر, لا يستثنى واحد منهم عن ذلك .
ثم يأتي المستوى الثالث من الخطاب الذي يخاطب فيه ربنا الإنسان لينبهه إلى سره العظيم الذي غفل عنه الماديون, وبه صار الإنسان سيد المخلوقات مع ضعفه البدني ومع استعداده النفسي ذاك , لكنه في الحالتين قابل لهداية الله.
نقرأ المستوى الثالث في الخطاب في آيات :
(وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ)السجدة: 9
(وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) فنسب روحك إليه تشريفاً فهي منسوبة إلى الله تتشرف بالنسبة إليه.
ولم ينسب روحَ مخلوقٍ من المخلوقات إليه لأنه أراد أن يشرفك أيها الإنسان الذي غفل عن روحه الشريفة.
(وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ) السمع الباطن والبصر الباطن والفؤاد : (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)الحج: 46
وفي الخطاب تقرأ:
(الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)الانفطار: 7 أقامك مملكة من العدل, فحويت العالم كله.
(الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ ) فكنت تام التسوية، في أحسن تقويم.
(فَعَدَلَكَ) الانفطار:7 فكنت أنموذج العدل في خلقك، إذ انطوى فيك العالم كله في ملكوته وملكه.
(لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) التين:4
(خَلَقَ الإِنسَانَ , عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) الرحمن: 3-4
وانظروا إلى التباين بين ذلك المستوى من الخطاب وهذا المستوى. هناك يقول له:
(وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا) النساء: 28
ويقول له:
(فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ) الطارق:5-6
والذي خلق من ماء دافق : بدنك، لا روحك ، فهوَّنَ عليك أمر بدنك حين قال: (خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ).
ورفع أمر روحك حين قال: (الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ،عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) الرحمن:1-4.
وكأنه يزهو بك أمام مخلوقاته جميعاً ..
كأنه يقول للكون كله إنني خلقت مخلوقاً شريفاً اسمه الإنسان وعلمته.
لكن أين من هذا الخطاب الغافلون الماديون الذين لم يلاحظوا إلا أبدانهم.
وقال :
(عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) العلق:5
(إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) الأحزاب:72.
عَلِم أنه لن يغطي ظلمه وجهله إلا بحمل الأمانة فكان وحده من بين المخلوقات حامل الأمانة.
قلت مرة وأنا أحدث الناس : ( يقولون الإنسان حيوان ضاحك، ويقولون الإنسان حيوان ناطق.. وهذا كله جهل بنطق المخلوقات وضحكها، فتعريف الإنسان الذي لا يشترك معه أحد هو : أنه حامل الأمانة)
الإنسان هو حامل الأمانة فإن لم يكن حاملاً للأمانة فليس بإنسان.
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة: 30
فهل تكون خليفة ببدنك أم بروحك وما تحمله من المعاني؟
إنه الخطاب الذي يرفعك إلى إنسانيك، ويهديك إلى مصدر الكمال حتى تكون الشريفَ الإنسان بين المخلوقات كلها، صاحب القدر العظيم.
(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)البقرة:30 لتكون خليفة عنه بروحك تتخلق بأخلاقه، وتتسمى بأسمائه... وليس ذلك إلا لك أيها الإنسان.
وهكذا تقرأ المديح في آيات تنبه إلى ما في روحك من المعاني.
على سبيل المثال تقرأ :
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ,الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ,) المؤمنون: 1.
فهل الخشوع محله الجسد أم أنه وصف الروح؟.
(أفلح).. إنه الفلاح والربح والرقي والسمو، أما الخسارة الإنسانية التي يعيشها العالم فهو لغياب المعاني هذه عن الأرواح حينما اشتغل البشر بالجسد عن الروح.
وقال :
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُم الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا).الفرقان:63
إنها المعاني التي سمى بها الإنسان في أخلاقه، التي حملتها روحه.
وقال :
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى, وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) الأعلى: 14-15
(تَزَكَّى) تطهر وسما إلى روحانيته ، وسدة إنسانيته.
(وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) فكان يتعلق بروحه بالله.
(فَصَلَّى) فكان من أصحاب القرب، ومعرفة الله ..
من أصحاب الروح العارفة التي عرفت ربها بعد ما ذكرت اسمه فصلت في مقام القرب، والمعرفة...
أيها الأحبة لئن كان العالم يختصم على فتات الثروات فإن الحقيقة التي قررها القرآن الكريم في نص متكرر في الكتب السماوية كلها.. هي أن الإنسان الذي يصلح بروحه، ويسمو بمعانيه هو الذي سيملك العالم.
وعلى من يختصمون على فتات الثروات أن يفهموا هذه الحقيقة التي قالها خالق العالم ، فالحروب اليوم حروب مصالح ..
واقرؤوا هذه الحقيقة في قوله تعالى:
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ) الأنبياء:105
فهل فهمنا إن كنا نريد استقراراً على الأرض أو سيادة حضارية أن من أولى الأولويات : الصلاح والسمو إلى شرف الروح ؟
هل أدركنا أن سعينا إلى المفاسد هو انحدار ؟...
لا يُلحقُنا بركب الحضارة أن نخلع الفضيلة...
ولا يُلحقُنا بركب الحضارة أن نخلع الأخلاق..
ولا يُلحقُنا بركب الحضارة أن ننبذ القيم...
ولا يُلحقُنا بركب الحضارة أن نبتعد عن الدين...
لا... إن الذي يسمو بنا لنكون سادة العالم حضارة ونهضة، هو إنسانيتنا الحضارية ، ومع تلك الإنسانية يكون تطور المادة خادماً وتابعاً..
مع ذلك الرقي الإنساني يأتي تطور المادة ليكون مطية نرتقي بها كما ارتقى سلفنا في العصور الذهبية حينما سادوا العالم ..
وخرجوا من الأندلس عندما انحدروا إلى الفساد وتركوا الأخلاق والقيم وابتعدوا عن حقائق الدين.
هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن نربي شبابنا عليها، وعندها يأتي جيل يفهم صناعة الحضارة.
اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أقول هذا القول واستغفر الله .
|