الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Sermons المنبريات
 
WEEPING OUT OF FEAR OF ALLAH البكاء من خشية الله
Al 'Adiliyya Mosque, Aleppo جامع العادلية - حلب
28/9/2007
 
doc   pdf   ملف نصي   كتاب إلكتروني   استماع ²
البكاء من خشية الله
خطبة الجمعة للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني في جامع العادلية بحلب بتاريخ 28/9/2007م
ها نحن في العشر الأوسط من شهر رمضان الذي كان بدؤه رحمة، ونحن في واسطته في زمان المغفرة، وعمّا قريب يدخل العشر الأخير الذي فيه العتق من النار، فما أعظمها من عطايا! وما أجزلها من مِنَن! وما أحلى الحديث وما أكثر شجونه حين نتحدث عن شهر رمضان وما فيه!
ولئن كان الله تبارك وتعالى قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنـزلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} [البقرة: 185]، فإنه تبارك وتعالى استثار فينا همّة الاستباق مع الأمم السابقة التي انفعلت لكتاب الله تبارك وتعالى وكلامه، فما من أمة من الأمم إلا وخاطبها الله تبارك وتعالى بصحف وكتب، دلت على كلامه سبحانه، فأخبرنا أن تلك الأمم التي سبقتنا كانت إذا تلت آيات الله انفعلت لها خشوعًا وتذللاً وخضوعًا، وذرفت أعينها بالدمع إجلالاً للمتكلم سبحانه وتعالى.
استثار الله تبارك وتعالى فينا هذا الحال حين حكى لنا فقال وهو يخبر عن السابقين: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58].
أيكون مَن قبلنا خيرًا منّا؟ يسمعون آيات الله فيخرون سُجَّدًا وبكيًّا، ونسمع آيات الله ونقرأها فلا نخر سُجَّدًا وبكيًّا؟!
وقال سبحانه وهو يحكي حال من قبلنا أيضًا: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا، وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً، وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107- 109].
ولما اجتمع أهل الكتاب بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمعوا منه القرآن، فاضت أعينهم بالدمع، وحكى الله تبارك وتعالى ذلك في القرآن فقال: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنـزلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 83].
كُلُّ هذا يثير فينا رغبة في المنافسة، ورغبة في الممائلة، ورغبة في المشاكلة، فحينما نشترك في الوصف، وحينما نعرف الحق كما عرفوه، وحينما يكون حالُنا مع القرآن حالَ الذين أوتوا العلم، سوف نخرُّ للأذقان سُجَّدًا، وسوف نخر للأذقان نبكي ويزيدنا خشوعًا...
فالعلم والمعرفة بالقرآن - حالاً لا معرفةً ذهنية - من خلالها نحفظ مرادفاتِ الكلمات، إنما نسمع القرآن ونتلوه ونحن بين يدي المُخاطِب المتكلم سبحانه الذي هو الله الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر... نسمع هذه الآيات ونحن في حضرة تعظيمه سبحانه وتعالى.
وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يسمع القرآن تذرف عيناه، فقد جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَسْبُكَ، أي يكفي ما قرأت، ويقول عبد الله بن مسعود: فَالْتَفَتُّ فَإِذَا عَيْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْرِفَانِ.
فكان حاله صلى الله عليه وسلم تطبيقًا عمليًّا، لأنه صلى الله عليه وسلم إمامُ أهل العلم والمعرفة بالله وبكتابه، وحالُه حالُ الحاضر، لا يعيش بذهنه مع الكلمات فقط، لكنه يحضر مع جلال معناها.
وهكذا كان حالُ أصحابه رضي الله تعالى عنهم، فقد أخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نـزلت: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ، وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ} [النجم: 59-60] بكى أصحاب الصفّة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنهم يسمعون الله تبارك وتعالى يقول لهم: {وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ} فكيف لا يبكون؟!
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، وأهلُ الصفة يبكون بكاءً شديدًا، فلما جرت دموعهم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهم، فدخل إلى المسجد وبكى معهم.
وصلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه زمن خلافته إمامًا مرَّةً في صلاة الفجر، فافتتح سورة يوسف فقرأ: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84] فبكى رضي الله تعالى عنه وهو في الصلاة بكاء شديدًا، حتى انقطع وما قدر على إتمام السورة فركع.
وسمع أحدُ أصحاب عبدِ الله بن عمر عبدَ الله بنَ عمر رضي الله عنهما يقرأ القرآن فقرأ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُون، أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍٍ} فلما وصل إلى قوله: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 1-6] بكى حتى خرَّ على الأرض.
وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نـزلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16] كان يبكي بكاء شديدًا.
أما عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقد حكى عنه عبدُ الله بن أبي مُلَيكة قال: صحبته من مكة إلى المدينة، فكان إذا نـزل (أي نـزل يستريح) قام شطر الليل في صلاته يقرأ القرآن، فسأله (سأل الراوي سائل): كيف كانت قراءته؟ قال: قرأ {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 50] فجعل يرتِّل ويكثر في ذاكم النشيج، أي يكثر البكاء والنحيب.
وقال صلى الله عليه وسلم كما أخرج الترمذي في سننه: (لا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ).
إنه عظَّم الله تبارك وتعالى في قلبه، ولامست خشيتُه شغاف فؤاده، فلما استشعر بقلبه عظمة الله تبارك وتعالى بكى، وكيف لا يبكي الضعيف في حضرة القوي؟
وكيف لا يبكي الذليل في حضرة العزيز؟
وكيف لا يبكي الفقير في حضرة الغني؟
وكيف لا يبكي المحتاج في حضرة الصمد؟
وكيف لا يبكي العبد في حضرة ربه؟...
لا تبكِ إلا بين يدي ربك، فبكاؤك بين يدي ربك عِزُّك.
انطرح في أعتاب الله، وارتمِ بين يديه، وأنـزل حاجاتك بين يديه، وقل له: أنا عبدك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك مسألة المسكين..
أظهِر فقرك ومسكنتك بين يدي ربك، وأنت تستشعر عظمته وجلاله.
وقال صلى الله عليه وسلم: (عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).
فإذا قرأنا القرآن العظيم، ولم نجد في عيوننا دمعة، ولم نجد في قلوبنا خشية وارتعاشًا، فإن ذلك يعني أن القرآن هو في محلِّ اللسان، ولمَّا يتجاوزْ إلى القلب بعدُ، لأن الله تبارك وتعالى لما أخبر عن محله عند الذين أوتوا العلم قال: {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49] ولم يقل: في ألسنتهم، إنما قال: في صدورهم.
فإذا قرأنا القرآن فتدبَّرنا معانيَه، ولم نعش بمجرد عقولنا معه، إنما ولجنا إلى حضرته بقلوبنا، فاستشعرنا تفاعلاً شعوريًّا باطنًا مع كل آية نسمعها من الله تبارك وتعالى، فإذا تفاعلت قلوبنا مع معاني القرآن، واستشعرت عظمة المتكلم سبحانه وتعالى به، عند ذلك سيكون القرآن في صدورنا لا في مجرد ألسنتنا.
وعندها لن نعدم وجود الدمعة في العين، وعندها سنسجد ونحن نستشعر لذة السجود، وعندها سنبكي ونستشعر لذة البكاء..
اللهم اجعلنا ممن يعظِّم القرآن، وممن يتدبَّر القرآن، واجعلنا من أهل القرآن في شهر رمضان، إنك يا مولانا نعم المجيب، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أقول هذا القول وأستغفر الله.
 
WEEPING OUT OF FEAR OF ALLAH
Friday Sermon Presented by Dr Mahmud Abul-Huda Al Husaini
28\9\2007, Al Adiliyya Mosque
We are in the middle ten days of Ramadan, the month whose beginning is mercy, and its middle (which we are in) is forgiveness, and soon the last ten days will begin in which there is release from Fire. How great and generous these favors and gifts are! How lovely and melodious is the speech about Ramadan and what it includes!
When the Exalted Allah said: "Ramadan is the (month) in which was sent down the Quran" (Al Baqarah, v. 185), he stirs in us the zeal of competition with the previous nations that responded to the Book of the Exalted Allah and its words. No one nation but was addressed by the Exalted Allah by means of books and manuscripts that reveal His words. He, Exalted be He, tells us that these previous nations used to react to the verses of Allah and be influenced by them out of awe, humility and submissiveness, and they used to shed tears out of reverence to the Speaker, Exalted be He.
The Exalted Allah stirs in us this state when He tells us about the news of the previous nations who:
"whenever the Signs of (Allah) Most Gracious were rehearsed to them, they would fall down in prostrate adoration and in tears" (Mariam, v. 58).
Are the previous nation better than us when they used to fall prostrate and weep whenever they heard the verses of Allah recited to them, while we do not do as they did?
The Exalted Allah also tells us about the state of the previous nations. He said:
"It is true that those who were given knowledge beforehand, when it is recited to them, they fall down on their faces in humble prostration, and they say: Glory to our Lord truly has the promise of our Lord been fulfilled. They fall down on their faces in tears, and it increases their (earnest) humility" (Al Isra', vs. 107-109).
When the people of the Holy Book met the Prophet (PBUH) and listened to the Holy Qur'an, their eyes overflowed with tears. The Exalted Allah tells us about their state saying:
"And when they listen to the revelation received by the Messenger, thou wilt see their eyes overflowing with tears, for they recognize the truth" (Al Ma'idah, v. 83).
All that must stir in us the zeal of competition and a desire to be similar to and identical with them. When we have common points in qualities; i.e., when we know the truth as they did, when we experience the same feeling of theirs, and when we listen to the Holy Qur'an as they did, we will fall prostrate on our faces in tears and our humility will increase therewith…
We should have knowledge and understanding of the Holy Qur'an not only through the mind through which we learn the synonyms of the words, but also through the heart and soul so that we live the spiritual state of recognizing its meanings when we listen and recite its verses while we are in the presence of the Owner of the Holy Qur'an who is Allah, who is He, there is no other god but He; the Sovereign, the Holy One, the Source of Peace the Guardian of Faith, the Preserver of Safety, the Exalted in Might, the Irresistible, the Supreme…. When we listen to theses words, we feel we are in His presence so we glorify and exalt Him.
When our Master, the Messenger of Allah (PBUH) listened to the Holy Qur'an, his eyes overflowed with tears. In Sahia Al Bukhari, Abdullah Ibn Masiud (GBH) said:
"The Prophet (PBUH) said to me:
'Read to me (the Holy Qur'an).'
I said:
'How do I read it while it was revealed to you?'
He said:
'Yes, do."
Ibn Masiud read Surat Al Nisai till he reached this verse:
"How then if we brought from each people a witness, and we brought thee as a witness against these people" (Al Nisa', v.41).
The Prophet (PBUH) said:
"Enough' (meaning what has been read is suffices)."
Ibn Mas'ud said:
"when I turned to him, I found his eyes overflowed with tears."
The state of the Prophet (PBUH) was an actual application of the spirit of the verses because he (PBUH) is the Imam of the people of knowledge and cognition of Allah and His Book. His state was that of the one who was present. He did not recognize the words only, but he could also feel the awe of their meanings.
So was the state of the Companions (GBTH). Al Buhayqi narrated from Abu Huraira (GBH) who said: "When the following Surah was revealed, 'Do you then wonder at this recital?
And will you laugh and not weep' (Al Najm, vs. 59-60), the People of the Bench in the mosque of the Messenger of Allah (PBUH) wept earnestly for they heard the Exalted Allah say, " will ye laugh and not weep". How could they refrain from weeping after hearing this verse?
When the Messenger of Allah (PBUH) entered the mosque and found them weeping, he joined them in their vehement weeping.
Once, Omar Ibn Al Khattab was the Imam in the dawn prayer when he was the Caliphate. He began with Surat Yusuf till he reached the verse: "and his eyes became white with sorrow, and he fell into silent melancholy". Omar (OBH) wept so vehemently that he was unable to complete the Surah, so he knelt.
Abdullah Ibn Omar's friends (GBTH) heard him read the following verses and weep till he fell on the ground":
"Woe to those that deal in fraud. Those who, when they have to receive by measure from men, they have exact full measure, but when they have to give by measure or weight to men, they give less than due. Do they not think that they will be called to account on a Mighty Day, a Day when (all) mankind will stand before the Lord of the Worlds"?‏ (Al Mutaffifin, vs, 1-6).
Abdullah Ibn Omar used to weep vehemently when he read the verse:
"Has not the time arrived for the Believers that their hearts in all humility should engage in the remembrance of Allah and of the Truth which has been revealed (to them)?"
Abdullah Ibn Abi Mulaikah told the following anecdote about Abdullah Ibn Abbas (GBH) saying:
"I accompanied Abdullah Ibn Abbas from Mecca to Medina. When we had a rest, Ibn Abbas used to perform the night prayer most of the night and read the Holy Qur'an".
When Ibn Abi Mulaikah was asked how his reading was".
He said:
"He recited the following verse with much weeping and wailing: 'And the stupor of death will bring truth (before his eyes): This was the thing which thou were trying to escape' (Qaf, v. 19).
As transmitted by Al Turmuthi in his Suunnihi, the Messenger of Allah said:
"No one who weeps out of fear of Allah will enter Hell until milk recedes to the udder."
The one who will not be touched by Fire glorifies the Exalted Allah within his heart, and the fear of Allah touches the depth of his heart, so when he feels the Greatness of the Exalted Allah, he weeps.
How could the weak restrain himself from weeping in the presence of the Strong?
How could the humble restrain himself from weeping in the presence of the All-Mighty?
How could the poor restrain himself from weeping in the presence of the Self-Sufficient?
How could the needy restrain himself from weeping in the presence of the Eternal?
How could the servant restrain himself from weeping in the presence of his Lord?
Do not weep but before your Lord, for your weeping in His presence makes you get glory.
Fall and prostrate yourself in the threshold of Allah, and mention your need before Him, and say to Him:
"I am your servant, my forelock is in your hand, your command over me is forever, your decision about me is just. I supplicate you as the destitute ".
Reveal your poverty and humility before your Lord while you feel His Greatness and Awe.
The Messenger of Allah (PBUH) said:
"Two eyes will never be touched by the fire of Hell: an eye which weeps out of fear of Allah, and an eye which spends the night in keeping vigilance(over the enemy) in the cause of Allah."
If we read the Holy Qur'an while we find no tears in our eyes, nor do we find fear and trembling in our hearts, this means that the Holy Qur'an does not go beyond the limits of our tongues to reach our hearts, because when the Exalted Allah tells about the place of the Holy Qur'an at those who are endowed with knowledge, He said:
"Nay, here are Signs self evident in the hearts of those endowed with knowledge" (Al 'Ankabut, v. 49).
He, Exalted be He, did not say, "in their tongues", He rather said: "In their hearts".
Thus, if we read the Holy Qur'an thoroughly and try to understand its meanings, and if we react with it not only with our minds, but we go deeper to explore its greatness with our hearts and react inwardly with every verse we listen to from the Exalted Allah, then the Holy Qur'an will be present in our breasts not merely in our tongues. Only then we will not miss the tear in our eyes, and then we will feel the joy of prostration, and we will weep and feel the enjoyment of weeping.
Allahum…, make us from those who glorify the Holy Qur'an, and make us from those who meditate upon it. Make us from the people of the Holy Qur'an in the month of Ramadan, for you, our Lord, is the best Responder. Make us from those who listen to wisdom and follow the best of it.
I say my words and ask Allah's forgiveness.

أعلى الصفحة