وتحلو بالله الليالي الرمضانية
واجتمعنا في مدينة إمام الناس إبراهيم , ويا له من جمع ..
طابت فيه لأرواح , وصفت فيه القلوب , وتروضت فيه النفوس , وارتفعت فيه الهمم , ولانت لطاعة الله تعالى فيه الأجساد .
وليتكم تعرفون مدينة إمام الناس , إنها المدينة التي درج في مدارجها خليل الرحمن , وسكن في بيوتها برهة من الزمن حليماً أوّاها ..
مدينة إمام الناس : الشهباءُ حلبُ التي طاب فيها الهوى وطاب الهواء ..
المدينة الموصولة في معناها بطيبة التي طابت الدنيا بساكنها الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
أليسَ الحبيبُ النبيُّ الأميُّ قد خُيِّرَ في دار هجرته بين ( يثرب ) و ( قنّسرين ) ..
وهل قنّسرينُ إلا مدينة إمام الناس الشهباءُ حلبُ ..
فأكرم وأنعم بمدينة سكن فيها إمام الناس إبراهيم , ودُعي إلى سكناها إمام العالمين محمد عليهما من الله تعالى الصلاة والسلام .
اجتمعنا وبركاتُ الشهر الأغرِّ ( رمضان ) تعمنا , ونفحاتُ العشر الأخير منه تنعشنا , فكان جمعاً بالخيرات والرحمات والمسرات ميموناً .
وطبنا بسُنّة نبينا الأكرم , الذي لم يكن يترك اعتكاف العشر الأخير من رمضان ..
تلونا كتاب الله تعالى , وكنا من المستغفرين بالأسحار , وسبّحنا بحمد ربنا قبل طلوع الشمس وقبل الغروب , وقمنا الليل وتهجدنا فيه , ويا لها من ساعات ..
ومنّ الله تعالى علينا بأسباب العلم فكانت لنا أويقات فيه , وكانت تزدهي فيها ومضات من المعرفة , وأنوارٌ من التوحيد , ورحيقٌ معسول من تفسير الكتاب العزيز , وشفاءٌ مبارك من الطب النبوي , وبوارقُ مشرقة من إعجاز القرآن الكريم
تلك هي أخبارنا إخوة الإيمان .. نضعها بين أيديكم ..
ندعو الله تعالى لكم , ونسألكم لنا الدعاء ..
والحمد لله رب العالمين
|