مقومات الحضارة الكبرى جزءان : جزء عملي إنتاجي وجزء إنساني أخلاقي ...
وما يعيشه العالم المادي من تطور مادي يشكل جزءاً واحداً ..
وتبقى الحضارة ناقصة مقطوعة الشق في ذلك القسم من العالم ..
لكن ماذا عن عالمنا الإسلامي الذي تجذرت في مبادئه جذور الأخلاق والإنسانية ؟
أين حضارته ؟
ويعود السؤال ثانية ليقول أليس بناء الشقين من الحضارة في عالمنا هو الحاجة الشديدة الجديدة ؟
فالقواعد الأخلاقية كادت في فوضى الواقع الجديد أن تغيب ، والخمول والترهل والكسل والإهمال واللامبالاة والإعراض عن أسباب النهضة .. كل ذلك هو من أوصاف الجزء العملي والشق الإنتاجي في عالمنا النائم .
ولا ينحصر التقصير في الشعوب ولا في الحكام ، فالتقصير عامٌّ في الجميع ، والمطلوب عامٌّ من الجميع .
كفانا ترهلاً ..
كفانا اتكالية ..
كفانا انسحاباً من المسؤولية ..
علينا أن نرفع شعار قوله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) فليس أحد في عالمنا الإسلامي إلا وهو راع ومسؤول .
متى نستشعر قيمة المصلحة العامة ؟
ومتى نقدم المصلحة العامة على مصالحنا الخاصة ؟
ومتى نفهم أن مصلحتنا الخاصة تتحقق في أحسن صورها وأحوالها حين تتحقق المصلحة العامة ؟
متى نبدأ بصناعة الإعلام الحضاري الذي يتناسب مع ثقافة أمتنا ؟
متى نبني قواعد اقتصادنا على أسس تنموية لا على أسس الربا وظلم الغير ؟
متى ندرك أن الصناعة والزراعة والتجارة والمهنة والحرفة هي من القربات إلى الله تعالى ؟
متى نجمع بين إتقان العمل وأخلاق الإنسان المراقب لله تعالى في كل سلوكياته ؟
إلى النهضة يا أمتي فقد طال علينا الظلام .
وإلى الصحوة فقد امتد وقت المنام .
وإلى عمل وجِدٍّ واجتهاد يسبق العبارات ، ويكون البديل عن لقلقات الكلام . |