ربما نلت في الأنـــــام اشــــتهارا
إنما ذو الخفاء يبقـــــى طليقــــــاً
إن أحبوك طـوقــــــوك بســــــجن
وجلال الدين الكبيـــــــر حبانــــــا
كان في طيها معـــانٍ حســـــــانٌ

كان في الأمــــــــــــس تاجـــــــر
إن تغنــــى ســـــــــبا الــــــــورى
قفــــص ضــــــــــم حســــــــــنه
فـهـــــــو مأســـــــــوره كمـــــــــا
كــــــان حــــــــــراً فصــــــــــــاده
بالـــــدنانيــــــر بـــــــاعَـــــــــــــه
قبلهــــــــا كـــــــان مطلقـــــــــــاً
بيـــــن أغصـــــــــان غابــــــــــــة
وصــــــحــــــــــابٍ وإخــــــــــــــوةٍ
ثــم أزرى بـــــــــــه النـــــــــــوى
وأحــاطــــــــت بـحســـــــــــــنــه

فرحُ التاجــر بالطيـــــــر كبيـــــــــر
كلما غنى انتشى القلب ســرورا
صار يهــــــواه وأدناه خليـــــــــــلاً
لو تمنى يُحضِر الغالـــي لديـــــــه
والذي يرجــــوه لا درب إليــــــــــه
ليس يرجو الطير إلا عـود أمــــسٍ
إنه المعشوق في الأســر ولكــن
ورأى في نفســــه رأياً عجيبــــــاً
لو تفانى ذلك التاجـــر عشـــــــقاً
ورآه ليس يهوى غيـــــر حـــــــــظٍّ

كيف يُرجى إطلاقــه والخــــــلاص
يذكر الموطن الحبيـــب ويشــــدو
كلمـــــا زاد لوعــــــة وحنينـــــــــاً
قلبه تقطـر المــــــرارة منــــــــــه

أنســــــامُ الغابة فـــي الهنـــــــد
لعبــت بفـــــــــؤاد مشــــــــــتاقٍ
الجســم نـــأى عنهــــــا لكــــــن
هل تســـــعد عينـــــاه يومـــــــــاً
ســبحت بالطائــــــــر ذكـــــــــراه
حتى وافـــاه التاجـــــــر فــــــــي
الرحل يُشـد إلـــــى مغنــــــــــى
والتاجـــر يســـــــأل طائـــــــــــره
آتيـــــــك بمــــــــــا تهــــــــــــوى
ما كنت عــن المحبــــــــــوب أرى
قال الطيــر المأســـــــور : أمــــــا
مــــا أرجـــــــو إلا أن تلقــــــــــى
قل للأحبــــــاب ســــــلاماً يـــــــا
حيــــّا الوهـــــــاب مرابعكـــــــــم
وحمــــى تغريــــــــداً بسّـــــــامـاً
قــل يا أصحابـــــــي مأســـــــــورٌ
أضنـــاه البعــــــــد وأحرقـــــــــــه

سافر التاجـــر يبغـــي مكســـــبا
فقضى بعـد عنـــــــــاء إربــــــــــه
وإلى الغابــة ولّــــــى وجهــــــــه
يا له من موطِــنٍ مُسْتحـــــــسَن
ورأى الأطيــار فـــي فرحتهـــــــــا
قال منْ صاحِبكــــــمْ جئتكــــــــمُ
هـــو بالأقفــــــــاص عنــــــــــدي
قال إن الشـوق قــــد برّحــــــــــه
صاح منهم طائـــر عــــن ألــــــــمٍ
وغدا دونَ حَـــــــرَاكٍ جســــــــمُهُ
أذهـلَ التاجــــــرَ مــا شـــــــاهدَهُ
قال : هل أحكي لخِلّي قصتــــي
وانثنى نحو المغانـــي قائـــــــــلاً

التاجــــــر قـد ختــــم الســــــفرا
حيــــــاه بصـــــوت محـــــــــــزون
ما كـــاد الطائـــــــر يســــــــمعها
وغدا مـن غيــــر حَــــراك مـــــــــا
والتاجــــر صــــاح أيـا لهفـــــــــي

سأصنع قبراً للحبيــب المــــــودَّع
كذا قال والمفتـاح يدنيـــه كفـــــه
وأخرجه من ذلك المحبِس الــذي
ولما رماه فــوق مبســـوط كفــــه
غدا طائراً في الجو يخفق فرحـــةً
وعاد إلى غصنٍ قريــبٍ مخاطبــــاً

يا صاحبـــاً قيدنـــــي لنفســـــــه
خيرُ مكان للفتــــــى موطنــــــــه
قد جئتَ من أرض الصحاب بالــدوا
قيدني حُسـني وقد أطلقنـــــــي
فهَنِّ مَن فارقَ ليــــل جهلــــــــه
طوبى لمن يفهم ســــــــر ذاتـــه