وهل عرفت له في الكون عنوانا
وما رأى المركـــــب الحيرانُ رُبّانا
حياك طيف ســـــرى يوماً وحيانا
كأن أمسك مـا أمسى وما كانا
رجـــــــــــــا لأخباره الحوراء كتمانا
رأى على الهضْبَة الخضراء إنسانا
حــــــــتى ولو ضعفتْ رؤياه برهانا
سـمات طلعته ؟ ما أعجب الشانا
لــــــه الوجودات تعظيماً وعرفانا ؟
لــــــــــها الملائك لما جلَّ تــبيانا ؟
الخاشع الخاضع المشتاق تحنانا ؟
أمـــــــــــدُّ عيني لها أرضاً ومَيدانا
وجـــــــــــــئتنا تمتطي بغياً مطايانا
من صيّر الطفل بالأحقاد بركــــانا ؟
ثاروا على ظلمه شيباً وشـــبـانا ؟
عـــــــروش أمجاده فازدان بهتانا ؟
بنى لقبح الخنا والرجسِ سلطانا ؟
لا بد يوماً نرى في الأرض إنسانا |
|
غدوت أسأل هل لاقيت (إنـــــسانا)
جـــــــرى السفين بموج لا سكون له
وقـــــلت للعدل لما زار في حـــــــلمٍ
وقلت للمجد والتاريخ عمت مــــــسا
وزارني مرة ظــــــلٌّ فأرقنــــــــــــــي
حــــــكى حكاية شهمٍ قد رأى فطناً
عقــــــلي تمنى ولو يــــــوماً يصدقه
السيد المشرق (الإنسان) قد رؤيتْ
الأنور الأحكم الأسمى الذي اعترفتْ
الرحمة النعمة الكبرى التي سجدتْ
الــــــــــتائب الدامع العينين من ندمِ
عينٌ ترى ذلك (الإنسانَ) في حـــُلُمٍ
وقــــــــــــــلت للشرِّ : كم تبغي مذلتنا
من حوّل الزهر ألغاماً مفخــــــــــــخةً ؟
من بــث في الناس حمى العنفوان وقد
من صـــــــــــــيّر الغشّ فناً واعتلى كذباً
من أحرق الروض من أفنى الطيوب ومن
وقلت للــــــــــــــشر : مهلاً فالصباح دنا |