وأتبعِ الظلمَ أمطارًا من الشــــــــــهب
تعودُ أســــــــــــطورةُ الأخلاق والأدب
وذي الرياض غدت كَوْمًا من الحـــطب
هلا وهبتَ ابتســـــــــــاماتٍ لمنتحب
لها الحياة وجدد نهضــــــة العـــــــرب
يحكي حكــــــاية ألـــــوانٍ من العَجَبِ
يُبقي على الأرض أحـــــــزانًا لمكتئبِ
متى سـيرقص في الأفراح كل صبي؟
من زيتِ زيتونة نُوريَّةِ اللهـــــــــــــــب
وشــــــــــــــرقُنا يهبُ الجُلَّى لمغترِبِ
لينشــــــرَ الخير في الأرجاء خير نبي
ولم تـــــزل لهداها الأرض في طـــلَبِ
وباتَ دونَ عـــــلاها كـــــــــلُّ ذي أربِ
وللأمانةِ والإيــــثــــار في النُــــــــــوَب
ترعاه أحســـــــــــــــنَ من أم له وأب
حتــــى بلغــــتَ بعلياها ذرى الرتـــب
يشْـكُ الورى بعدُ من نَهْب ومن سَلَب
إلى الحضـــــــارة بالإخـــلاص والتعب
ظــــهور جيلٍ مـــن الحُذّاق والنُجُـــب
وزُلزلتْ دولةُ البهتــــــان والكــــــــذب
وطاولوا في العطايا أرفع الســـــــحب
لنا وللنهضـــة العــلياء من ســــــــبب
منجى من الفتن الهــــوجاءِ والكُـــرَب
عنك السلوكَ وهُم في موطن العطب
ســــــــيف العداء بقلبٍ حــــاقد خرِبِ
وبالرســـــول فتلقى ســــــوءَ منقلب
حــب النبي الزكي الطاهر النســــب
يكــــــون منك امــــرؤ فظٌّ بمقتــــــرب
ثوب الغــــرام بقلب عاشـــــــق طرِب
بكـــــلِّ من قلبُه بالحــــب ذو وَجَــــبِ
بمنحـــــــةٍ فلطـــلابِ اللقــــا أجــــبِ
في يوم مولدك الأشــــــواق بالـهُـدُب
واشـــملْ بعينِ قبولٍ عُرسَــنا الحَلَبي |
|
هذا ســــناكَ فقلْ للظلمةِ احتجبي
وابعثْ يراعك في قرطاسنا فعسـى
هذي الأزاهير في واحـاتنا ذبَلَــــــت
هلا ســــقيت الربى فالأرضُ ظامئةٌ
تجمَّد الدم في أركـــــاننا فأعــــــــد
يا أيها القادم الوهـــــــــــاج من أفقٍ
ويجمعُ الغد بالأمـــــس الجميل فما
متى يغرِّد في البســــــــتان بلبلنا؟
متى نعود وفي المصـــــــباح همتنا
متى رســــالتكَ الغرَّاء ترشـــــــدنا؟
نشــــــتاق عودك يا نورَ القلوب فعُد
يا مِنحةً نُشـــرت في الكون رحمتُها
مكــــــــــــــارمٌ أعجز الألباب مبلغُها
فأنت للصدق رمز عزَّ مشــــــــــبهه
كم جئتَ تغمرُ طفلاً بالحنانِ وكــــم
وصنت منـزلة الأنثى، وكم دُهِسَتْ،
وبالتراحـــم هذَّبت النفوس فلـــــــم
دعــــــوتَ للعمل البنّاء تدفعهـــــــم
وكنت تنحو إلى التعـــــــليم مرتقبًا
فزال كل قبيحٍ من مســـــــــــالكهم
تسـابقوا في السجايا فهي ديدنهم
فيا إمـــــام البرايــــــا طبتَ من مثلٍ
ويا خُلاصـــــة خـــــــلقِ الله أنت لنا
اليـــــــوم يزعمُ قــــوم أنهمْ ورثــــوا
قد كفَّروا أمة الإســــلام وامتشــقوا
حاشــــا فما شـــهدت بالله شاهدةٌ
والنارُ ليســـت لقلب في حشاشته
علَّمتنا ســـــــــيدي نبل الطباع فما
أتيتُ ذكرى رســــــــــول الله مرتديًا
أرى الحبيب الكريم المصطفى فرِحًا
وكلنا يا رســــــــــــول الله في طمعٍ
هذي مدينتنا الشــهباء قد فرشــت
فجُدْ بفضلٍ لجمعٍ جــــــــــاءَ مبتهجًا |