في يوم ألقى الهدهدُ سِفرًا مرقوما
واهتزت وارتعدت بلقيسْ
قرأت في سفر الطير بريقاً محتوما
لمحت سيفًا يمسكه الفجرُ
ودرعاً يحمي مظلوما
يرعى بالرحمة محروما
يجلو من نور الشمسِ وقلب الضحوة سراً مكتوما
يتوعّد بالزلزال صروحاً يرفع رايتها إبليسْ
فاهتزت وارتعدت بلقيسْ
العرش يُعَدُّ لمعبودةْ
فيه الشعوذةُ الغشُّ حروفٌ مرصودةُ
وطقوسُ الظلم المعهودةْ
وطيوفُ العدل المفقودةْ
لكنَّ كتابَ الهدهد قد فتنَ الشيطانْ
حرَّكَ أعماق الإنسانْ
فتوجعَ من ألمٍ إبليسْ
واهتزت وارتعدت بلقيسْ
السِفر المرقوم المحتوم توقد من ( بسم الله ِ)
نارٌ للحقِّ ونورٌ قدسيٌّ باهي
خافت من هيبته بلقيسْ
خضعتْ ..
رجعتْ ..
قالت لا قدرة للتدنيس ..
نطقت بالفطرة شهدت أنوارَ التقديسْ
وتراجعَ مبهوتا إبليس ْ
وتعاقبت الأيام وأجدب روض الإنسان الفواحْ
جفَّ الزيتونُ ويبستْ أشجار التفاحْ
رقصت من فرحتها الأشباحْ
واختنقت أنفاسُ الأرواحْ
وصحا إبليسْ
أخرج طبلَ الطبال وصبَّ الخمرة في كل الأقداحْ
واسترجع مملكة التدنيسْ
بالشهوةِ والزخرفِ أفسدْ
وبصوتِ أكاذيبٍ عربدْ
واغتصب البسمة في الأطفالْ
وعلى المعمورة صال وجالْ
فبكت أحداقٌ تعشق عيسى وعيونٌ تهوى أحمدْ
وتمطى مبتهجا إبليسْ
وارتاعت في محنتها بنتٌ شرقيةْ
واختنقتْ ألحانٌ طاهرةٌ عذريةْ
الليل بئيسْ
والخصمُ خسيسْ
وتمطى مبتهجًا إبليسْ |