قال الله تعالى:
فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ [ 44] الحج
إنها سنة من سنن الله تعالى في أرضه …
يقصر عبادُه في واجباتهم …
ويضعف توجههم بقلوبهم إليه …
وينشغلون عنه بسواه …
ويتساهلون بأمره الذي به حياتهم الطيبة ونهضتهم الكريمة …
فيرسل الله تعالى أعداءه ببلاء موجه إلى عباده وأحبابه …
بعضهم لا يفهم الدرس فيزداد تعلقا بالأسباب ونسيانا لمسبِّبها ..
وبعضهم يرجع ساعة وينسى ساعات …
فيزيد الحق تعالى جرعة البلاء …
يملي لأعدائه في إيذاء أحبابه … فيطيل الله تعالى لَهُم زمان تجبرهم وتكبرهم وإجرامهم …
تزداد طهارة أحبابه … ويزداد إثم أعدائه …
قال تعالى: فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ …
فإذا أخذهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر …
قال: ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ …
أي فكيف عندها يكون تغييري للمنكر … عندما أزيل أعدائي … وأبطل باطلهم … وأغير منكرهم … وأغسل رجسهم …
وقال جلّ من قائل:
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ( 4-5 ) القصص
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا …
لم يُستضعفوا يوما أو يومين … ولا شهرا أو شهرين … ولا سنة أو سنتين ..
بل استضعفهم الناس حتى انقطعت كل آمالهم من غير ربهم ..
عندها حضرت المنة …
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
|