وُلدت الصديقة مريم عليها السلام في بيت التقوى والصلاح …
أمها نذرتها لعبادة الله تعالى …
كان الصالحون يتمنون خدمتها وتأمين الأسباب الضرورية لها …
اختصموا واحتكموا إلى القرعة لاختيار خادم أسبابها …
وأكرمها الله تعالى فجعل نبيه زكريا كافلا لأسبابها … وقائما بخدمة شؤونها …
كان زكريا يجمع همته لخدمة شؤونها بكل الاسباب …
يختار لها أطيب الطعام والشراب …
ولا يبخل بجلب ضرورياتها وحاجياتها …
يفعل كل ذلك تقربا إلى الله تعالى بخدمتها وقياما بواجب الأخذ بالأسباب …
يقف عند بابها …
يستأذنها لإدخال الطعام والمتاع إلى محرابها …
تفتح له الباب الذي لا يفتح لأحد …
يجد خلف الباب المقفل بالأقفال موائد الطعام … ويجد أعظم الرزق وأحسنه بين يديها …
يقول لها:
يا مريم أنى لك هذا …
تجيبه:
هو من عند الله …
يقول زكريا:
هي كرامة الله تعالى لأوليائه
و يخرج ليعيد الكرة باستعمال الأسباب
واجبه الشرعي الأخذ بالأسباب …
كل مرة كان يجد رزق الله تعالى عندها …
فلا هو ترك الأخذ بأسباب رزقها …
ولا فضل الله تعالى تركها من غير رزق …
مطلوب منا في كل الأحوال الأخذ بأسباب استعادة حضارتنا المادية
مهما بلغنا قيعان السقوط في المادة
ومطلوب منا في كل الأحوال الأخذ بأسباب حضارتنا المعنوية
مهما تفتتت قيمنا الخلقية ومهما ضاعت مقومات نهضتنا المعنوية النورانية.
يوما ما تمتد يد العناية إلى جموع الضعفاء
بعدما خذلتهم جميع الأسباب
|