بقلم محمود أبو الهدى الحسيني.
...
يا إخوتي في بلاد الشام وفي بلاد العرب .. من عاش ألم القيد داخلها ومن تشرد في الأرض خارجها ..
المحنة رسالة إلينا من السماء ..
المراد منها إصلاح الحال بالرجوع إلى مغير الأحوال
وإصلاح الحال فيه تكليفان مطلوبان:
١- إصلاحٌ سلوكيٌّ يتمثل باستقامة عملية في المعاملة والعبادة نرتقي فيها إلى مستوى الأمانة على النفس والخلق، مرجعيتها علمٌ وفهمٌ وقدرة على قراءة الكون وسننه..
٢- إصلاحٌ قيَميٌّ يتمثل بصدق القلب وإخلاص الروح يستطيعُ الإنسان فيهما أن يعيش صلة العبد بربه ليستمد في ضعفه القوة منه..
من فهم أن المراد من المحنة إصلاح الحال تحققت في ذاته حكمة المحنة ..
ومن بقي في المحنة متخبطا في هواه .. يصدق عليه قول الله تعالى:
وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ...
قريبا تزول المحنة ..
ومن ربط مصيره بمصير المستكبرين المعرضين عن الاستكانة لربهم والرجوع إليه ... سوف تنتهي المحنة بصدمة عذاب ماحق تصيب أولئك المستكبرين ... ولا تترك فرصة نجاة لأتباعهم من الغثاء الغوغائي ..
قال الله تعالى:
حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ ، لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ
المحنة فرصةٌ للإصلاح لا تعود ..
ولا تنفع الندامة حين تنتهي هذه الفرصة. |