كلمات على بساط الجمعة ..
محمود أبو الهدى الحسيني
قَالَ الْحَسَن بْن عَلِيٍّ رضي الله عنهما :
عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْقُنُوتِ : " اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ... الحديث
وفيه يعلم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدَ السيدين ( سيّدَي شباب أهل الجنة)
الذي مقامه المقام الكريم
وهو ابن بنت رسول الله
وابن الحيدر الكرار أمير المؤمنين عليّ باب مدينة العلم والحكمة ...
ومع هذا يدربه على الاندماج في جماعة المرضيين الذين هداهم الحق وعافاهم وتولاهم ...
اهدني فيمن هديت ...
وما قال اهدني حتى أكون مهدي زماني ..
وعافني فيمن عافيت ..
وما قال اجعلني العارف المعافى من كدورات الأغيار وظلمات الأكدار ..
وتولني فيمن توليت ..
وما قال اصنع مني ولي الأولياء وصفي الأصفياء ..
إنه تعليم غبنا عن جوهره وتهنا عن مقصوده ..
فلم تغلب علينا الفردية في شهواتنا وممتلكاتنا فقط بل غلبت علينا أيضا في المقامات والأحوال والنورانيات ..
غلبت علينا نزعة التفرد والتميز والشذوذ ..
قال تعالى:
( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال: إنني من المسلمين ) وما قال إنني مصدر الإسلام والإلهام والإعلام ... يقول: ما أنا إلا حبة في عِقد المسلمين ..
اهدني فيمن هديت، وحسبي أن أكون بفضلك في الجماعة المقبولين الذين أكرمتهم بالهداية والعافية وتوليتهم بفضلك ومنتك ...
فلنخرج يا إخوتي عن كل أشكال النزعة الفردية ... ولندرب قلوبنا وعقولنا ونفوسنا على الانتماء الجماعي .. لأن هذا الانتماء ينتج جماعية منتجة كريمة ويخرجنا عن صراعاتنا الفردية المستورة والمعلنة. |