لقنونا أن النصر يأتي من الغيب ...
فتعلقت قلوبنا بالغيب وانتظرنا العطاء من الغيب ..
علمونا من قوله تعالى:
( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) أن ننتظر نزول الملائكة على القلة الضعفاء ...
وما ثبتوا ( المكبرة ) أو (المنظار ) على معنى قوله
( بإذن الله )
إذن الله ... ليس كإذن ملك مستبد يكون إذنه مزاجيا وعلى هواه ...
إذن الله متناغم مع سنة إلهية لا تجد لها تبديلا ولا تحويلا ..
إذن الله يصدر عند حصول أمرين اثنين:
١- أخذ قوي بالأسباب ..
فلا نصر مع تنازع .. لأن التنازع يزيل القوة مهما عظمت ..
( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )
ولا نصر من غير إعداد محكم ..
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ..
واستحق طالوت قيادة جيش لأنه تفوق عليهم بقوة جسمه وسعة علمه ... فلا نصر من غير علمٍ واسعٍ وقوةٍ مادية ..
٢- طهارة وتقوى وارتقاء معنوي فوق المكاسب والغنائم والمنافع المادية ..
(حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ )
لا نصر مع عصيان .. فالنصر للطاهرين ..
ولا نصر مع إرادة المكاسب الدنيوية المادية .. لأن النصر يتنزل على عبدية متعلقة بالله ..
...
إذن الله:
- أخذ كامل بالأسباب
- وطهارة في عبدية خالصة لله ...
( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله )
نعم بإذن الله.