توكلوا ... ولا تتواكلوا
بقلم محمود أبو الهدى الحسيني
..
التوكل الخالص البعيد عن الأخذ بالأسباب لا يكون إلا خرقا للعادة
والله تعالى تعبدنا بالتوكل مع الأخذ بالأسباب
فإرادة خرق العادة مع ترك السبب تمرد على حكمة الحكيم تبارك وتعالى في مملكته
وأتعجب من حال ( التواكل ) الذي يغلب على أمتي في زمن ( الوباء ) هذا !!!
وباء قاتل ينتشر في العالم
وبدلا من تعاطي أسباب الوقاية منه في مجتمعاتنا
( بالحجر والعزل المجتمعي والاجتماعي والأسري والأقنعة والقفازات والتعقيم ورفع مستويات المناعة بالرياضة والغذاء ) بدلا من كل ذلك .. نجد تراخيا وانعداما للجدية في تعاطي الأسباب وانتشارا لصيغ فيها ( الرقية والدعاء والمأثورات ) ...
إنه ( التواكل ) ...
لم يكن أبو عبيدة الجراح في الشام مقصرا في المأثورات ولا في الدعاء لكنه كان مغلوبا في الأسباب ..
وكذلك كان معاذ بن جبل رضي الله عنهما ..
وارتحلا شهيدين بالطاعون ..
لكن عمرو بن العاص جاء بعدهما فكان مع توكله ودعائه ومأثوراته أكثر أخذا بالأسباب منهما ...
فنجا الناس من الوباء في زمن عمرو ..
كفاكم يا صلحاء أمتي تواكلا.
بدلا من توزيع الدعاء والمأثورات على الناس علموهم التوازن بين التوكل على الله واستفراغ الطاقة والوسع في تنظيف البيئة وانتقاء الهواء والضياء واتخاذ الحيطة بكل أنواعها ..
لا تخلطوا بين توكل القلب الإيماني والتسبب التكليفي الشرعي ...
يعيش أكثرنا ( التواكل والاسترخاء والكسل ) ... عاصيا لله تعالى بترك الأسباب ... ونتوهم أننا متوكلون على الله ...
التقصير في الحجر الصحي والعزل والتباعد المجتمعي والاجتماعي والأسري واتخاذ الأقنعة والقفازات والتعقيم ورفع مستويات المناعة بالرياضة والغذاء ... التقصير في كل هذا معصية لربنا الحكيم ...
أرجوكم ...
خذوا بكل الأسباب
وبعد ذلك توكلوا ..
والآجال لا يعلم مداها إلا الله ..
فارتحلوا إلى الله شهداء غير مقصرين ...
أو عيشوا على منهاجه متوكلين لا متواكلين. |