في يوم الطفل 23 نيسان
بقلم د.محمود أبو الهدى الحسيني
حين قرر إبليس الانتقام من آدم عليه السلام لم يضربه ولم يشتمه
لكنه قرر التخطيط لشيطنة أولاده
فقال لربه وهو يعني آدم:
/لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا / (62) الإسراء
والاحتناك معناه سوقهم وتحريكهم إلى حيث أراد.
قال ابن سيده الأندلسي (ت: 458هـ) :
(واحتَنَكَ الدابة شد في حِنكها الأسفل حبلاً يقودها به)
وأنشدوا لزبان بن سيار الفزاري:
لئن كنت تُشْكَى بالجماحِ ابنَ جعفر فإن لدينا ملجمين وحانكا
أي نحن قادرون على إلجامك وتحنيكك حتى نروِّضَك، كما تُروَّضُ الدابة ثم نسوقها كيف شئنا.
والرجل يحتنك أتباعه كما يحتنك دابته، أي يقودهم فينقادون انقيادا أعمى له.
هذه هي خطة إبليس المعلنة والمنفذة في أطفالنا ...
إذا أردتم الاستيلاء على أمة فاحتنكوا أجيالها الآتية مستقبلا ...
هل يربى أطفالنا اليوم على منهج تربوي متوازن ينتج منهم رجالا ونساء توازنت فيهم العقول والنفوس والقلوب والأرواح ؟
هل يربى أطفالنا اليوم وفق رؤية تراعي فيهم بناء علم وعمل وأدب وخلق وإيمان ؟
لا يا سادة ...
لا يا أصحاب الفكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع ...
إنهم اليوم مُحتَنَكون يوجههم إبليس من كرسيه الذي يتربع فيه على عرش هوليود وديزني وأمثالهما ... لإنتاج المتطرفين والمفترسين والهوجائيين والانتحاريين والمقامرين والمرتزقين.
إذا لم نخرج عاجلا بخطة طوارئ نستطيع فيها عزل أطفالنا لبناء أساسياتهم التربوية بعيدا عن الجنون الفوضوي الهوجائي المعاصر ... فلن نبصر على المدى القريب بصيص أمل في حاضر أو مستقبل .
انه التحدي الأكبر الذي أغتنم فيه هذا اليوم ( يوم الطفل ) داعيا فيه إلى إنقاذ الطفل ..
أدعو فيه إلى تشاركية اجتماعية تربوية اقتصادية سياسية دينية عبر ( ورشات عمل جادة )
تبحث عن حلول مستعجلة وتضع ( استراتيجيات ) قبل أن يحتنك إبليس حاضرنا القريب ومستقبلنا البعيد. |