نحن الأمة المعطلة للأسباب
قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ (35) المائدة
قال ابن منظور: الْوَسِيلَة: مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الشَّيْءِ
فالوسائل في لغتنا العرفية مرادفة للأسباب
فالنجاحُ أسبابه أو وسائله الدراسة والتعلم والفهم.
والثراء أسبابه جمع الأموال ...
أقول:
نحن امة تطلب من الله تعالى النتائج من غير أسبابها ووسائلها
فقد أمرنا الله تعالى بالأخذ بالأسباب بقوله الصريح:
وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ
لكننا اليوم:
نطلب التوبة من غير أسبابها، وأسبابها رد المظالم والندم والاستغفار والعزم على عدم الرجوع إلى الفسوق
ونطلب العتق من النار في شهر رمضان من غير أسبابه، وأسبابه الرجوع إلى الله والطهارة والصلاح
ونطلب النصر على أعدائنا من غير أسبابه، وأسبابه التفوق العلمي والارتقاء التقني وحسن الإعداد
ونطلب الشفاء من غير أسبابه
ونطلب التعقل من غير أسبابه
ونطلب التحضر من غير أسبابه
ونطلب الرقي من غير أسبابه
أهملنا التعلم والبحث والاستكشاف والتعاون والتراحم والنظافة والبناء والرعاية بجميع وجوهها أفرادا وجماعات ... وزعمنا أننا من أهل الإيمان والقرب من الله ... وتعجبنا من أحوالنا المتخلفة مع كثرة إلحاحنا على الله تعالى بالدعاء !!!
وتسابقنا في رواية المنامات والخرافات وتوزيعها على الناس
نحن يا قوم توهمنا أننا قد أطعنا الله ...
ولكننا أول العصاة ... فقد قال لنا (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) ونحن الذين أدرنا ظهورنا لكل وسيلة. |