إلى سنا معرفةٍ للحقّ
وأدبَ الشهود في العبديةْ
بابٌ إلى مقام أصحاب الهدى
فربما صحبت عِلجًا صارفا
يُشفى به الطالبُ والعليلُ
وفي جمالِ الحقِّ يبدو عِشقُهُ
ومِنْ تجلّيه يُؤَمَّلُ المددْ
عن الذنوب إذ بها البشارةْ
وحَيُّ إشراق البها مقدَّسُ
والذكر والصحبة باسترشادِ
وصْفُ اللبيب الحاذق الرشيدِ
تمكينُ أخلاقٍ وحبُّ الطاعةْ
وشوقُه إلى الجليل المالكِ
يمحو به الأغيارَ والملاهي
لكلِّ صورةٍ ونورًا باهيا
ومنزلَ الفناء مجلى الهيبةِ
وظاهرا موافِقًا وعابدا
يرقى إلى البقاءِ باستمدادِ
وجملةِ الأفعالِ والأحوالِ
وازداد فهمًا ونقاءً وتُقى
وعارفا ولبِقا أديبا
أو يعضُد الأخوانَ بالتوظيفِ
النجباءِ العارفينَ الأصفيا
مؤازرًا ويستبينُ نشؤُهُ
وعزُّنا وفوزنا وبِشرُنا
وتزدهي في الأرض أيٌ باهرةْ
ومنحةُ الله المجيدِ الأكرمِ
ونهجِ مَنْ في الله صَفّى وصَفا
|
|
إذا أردتَ سيرَ أهل الصدقِ
فاطلب من الله صفاء النيةْ
فالعلم بالمقصود عند المبتدا
واطلب من الله دليلا عارفا
ما كُلُّ من قال أنا الدليلُ
فالعارفُ: الذي يدلُّ نُطْقُهُ
يدلُّ مَنْ يَصحبهُ على الأحدْ
وتُرتجى في السالكِ الطهارةْ
فكيف يَدخلُ المعاني نَجِسُ
ويُلزَمُ السالكُ بالأورادِ
فالعلمُ بالفقه وبالتوحيدِ
وبالتزامِ مجلس الجماعةْ
فان تأكَّد التزامُ السالكِ
يُؤذَنُ للذاكر باسم اللهِ
حتى يكون الاسمُ حتما ماحيا
وعندها يُدْخَلُ طَوْرَ الخلوةِ
ثم يكونُ باطنا مشاهدا
وبالمذاكراتِ والإنشادِ
يُتابعُ الرسولَ في الأقوالِ
وكلما ذَكّرَ بالله ارتقى
حتى يصيرَ بينهمْ نجيبا
وربما يُختار للتعريفِ
وبتكاثرِ الكرام الأتقيا
يخرجُ مِنْ زرعِ النقاءِ شَطْؤُهُ
وبالكرام الأولياءِ نصرُنا
فتُزهرُ الدنيا بأهلِ الآخرةْ
هذي خلاصةُ الطريقِ الأقومِ
وهذه مِنْ نورِ دربِ المصطفى
|