كأن تشي جيفارا الأرجنتيني ( الشيوعي ) الذي يقود ثورة شيوعية عالمية كان يتحدث عن ( أسامة بن لادن ) الحجازي السلفي الذي يقود حركة القاعدة العالمية، بعد مقتله في يوم عيد العمال العالمي الأول من أيار 2011 وذلك حين قال جيفارا:
"بإمكان الطغيان أن يقتل رجلا..ولكنه لا يستطيع أن يتغلب على الشعوب المطالبة بحريتها".
ومع أنني لا أتفق مع شيوعية جيفارا العالمية ... ولا مع حركة ابن لادن العالمية المسلحة.. لكن بينهما من المشتركات الإنسانية وقواسم السيرة الذاتية أكثر من جانب... مع كون الإيديولوجيتين اللتين يحملانهما مختلفة تماما..
ولد أسامة بن لادن الحجازي عام 1957 م ، في نفس العام الذي وصل فيه تشي جيفارا مع عشرات من رفاقه الشيوعيين مختلطي الجنسيات إلى سواحل كوبا واستولوا فيها على أهم معسكر فيها، فقادهم بعد معارك طاحنة إلى تقدم على الأرض الكوبية...
فولادة ابن لادن الجسدية كانت في وقت ولادة المقاتل الثائر تشي جيفارا الذي تحول في هذا العام من طبيب إلى مقاتل..
أسامة ابن لادن حجازي من أصول يمنية وسورية ...
تشي جيفارا أرجنتيني من أصول إسبانية وإيرلندية ...
أسامة بن لادن مثقف جامعي دارس للاقتصاد ، وقيل درس معه الهندسة...
وتشي جيفارا مثقف جامعي دارس للطب، وممارس له...
ولد أسامة بن لادن في الحجاز وانتقل إلى السودان وقتل وهو ينشر مبادئه في شرق آسيا بين أفغانستان وباكستان..
وولد تشي جيفارا في الأرجنتين وانتقل إلى كوبا وقتل وهو ينشر مبادئه في بوليفيا ..
كان أسامة بن لادن في وقت قتاله يستفيد من الطبيعة الجبلية لأفغانستان ويقاتل بين جبالها...
وكان تشي جيفارا في وقت قتاله يستفيد من الطبيعة الجبلية لكوبا ويقاتل بين جبالها...
ترك أسامة بن لادن الثراء المادي والبيئة الناعمة الاقتصادية ..وعاش في أقسى عيشة متمسكا بمبادئه ..
وترك تشي جيفارا الثراء المادي والبيئة الناعمة الطبية ...وعاش في أقسى عيشة متمسكا بمبادئه ..
كان كل منهما يقاتل معتمدا على تكتيك حرب العصابات، ويرى نوعا من الطغيان يستحق أن يقاومه، ويزيحه ..
كان تشي جيفارا يحلم ببناء جنة اشتراكية عالمية، انطلاقا من أمريكا اللاتينية، ليرفع منها علم المساواة في العالم أجمعه .
وكان أسامة بن لادن يحلم ببناء جنة سلفية عالمية، انطلاقا من أفغانستان، ليرفع منها علم العدالة في العالم أجمعه .
نأى تشي جيفارا بنفسه عن مناصب كوبا، وخلافاتها السياسية وانطلق لينشر ثقافته العالمية..
ونأى أسامة بن لادن بنفسه عن مناصب أفغانستان، وصراعاتهم القبلية والسياسية واعتمد ثقافة الحركة العالمية..
بقطع النظر عن تقييمنا للرجلين، تظهر فيهما طموحاتٌ إنسانية تحتقر الانبطاح في عتبات الرفاهية والحياة في الذل، فتفجر في كل منهما ثورة داخلية تريد محو طغيان، ونشر مساواة وإن كانت الرؤى والأساليب مختلفة بينهما ... ومختلفة عما نراه..
كأن تشي جيفارا مثل يقول لأصحاب المناصب السياسية الذين قدموا مصالحهم على مبادئهم تعسا لكم ولنعيمكم..
وكأن أسامة بن لادن مَثَلٌ يقول للشخصيات التي تنسب نفسها للدين، تعسا لكم ولمآربكم الخسيسة التي جعلتموها فوق الدين.
|