أيام كان الاستعمار الفرنسي في سورية كان للمساجد حرمتها وكانت قواتهم المسلحة تنتظر المجرم إذا اختبأ في المسجد حتى يخرج فتلاحقه وتحاسبه، فقد كانوا – وهم المستعمرون – يرون للمساجد حرمة وأمنا لا يجوز تجاوزه...
وحين اعتدي على كنيسة سيدة النجاة في العراق وزع وزير الأوقاف على خطباء سورية بيانا صارخا لاستنكار الاعتداء على الكنيسة ...
فما بالنا اليوم نرى ونسمع كل يوم عن اقتحام المساجد وتكسير أثاثها وتمزيق مصاحفها، فلا خطباء الجمعة يتحرك فيهم ما تحرك من ثورة على أعداء الكنائس، ولا وزير الأوقاف ينتفض غضبا لحرمة المساجد ...
هل أصبحت مهمة خطباء الجمعة الدفاع عن الكنائس، والتغاضي بكرم الأخلاق عن حرمة المصحف وقدسية المسجد ..
أين الإعلام السوري الذي يدين الاعتداء على مساجدنا؟
أين الأجهزة الرسمية التي تعلن محاسبة المجرمين الذين انتهكوا حرماتنا؟
قامت الانتفاضة الثانية في فلسطين لأن شارون زار المسجد الأقصى ...
ولكن ضمائرنا ماتت، وأحاسيسنا تبلدت، ووزارة أوقافنا التي تدعي حميتها الإسلامية والإيمانية تنتظر إذنا رسميا لتقول أو لا تقول ولو كان انتصارها للكنائس وصمتها عن تدنيس المساجد يغضب رب العالمين ... ولست أدري إن كان رضوان رب العالمين مما يعنيها.
|