كائنات تشبه في الصورة البشر، ولا تشترك معهم في المضمون بشيء...
لم يتعلموا العلوم ... ولم يدرسوا الحقوق أو القانون ..
لكنهم أتقنوا احتقار كل علم، ودهس كل حق، والقفز على كل قانون ..
تهريب السلاح إلى الوطن ديدنهم، وترويج المخدرات شغلهم الشاغل، والتعرض للناس بالشرور عادتهم ..
يعبدون المال ولو اقتضى منهم ذبح آبائهم أو أولادهم ...
ويسجدون للهوى ولو طلب منهم الانخلاع عن جميع أثواب المروءة..
تفوقوا في أصول الانسلاخ عن النوع الإنساني ... فسبقوا بوحشيتهم كل الوحوش، واستعملوا الأنياب التي تضعف أمامها أنياب الذئاب...
لا يقصدون رفعة ولا جاها، لكنَّ أصحاب المال والجاه يستخدمونهم لحماية جاههم المستمد من جاه كل إبليس، ومال أيِّ خسيس ..
ليس لهم أي وظيفة رسمية، لكنَّ حصانتهم تفوق حصانة الرسميين ...
وليس لهم رتبة مع أن أصحاب الرتب لهم بفضلهم يعترفون...
ما قصدوا المساجد يوما للصلاة والعبادة، ولا سجدوا لله اعترافا له بالمجد والسيادة ...
لكنَّ أهل المال والسلطان طلبوا منهم الذهاب إلى جوامع الجمعة للإيذاء والضرب، والسلب والنهب، فوقفوا أمام الجامع ينتظرون المصلين ولا يصلّون، ويراقبون الأبرياء وهم عن رقابة الله لهم غافلون...
لكم أسالوا دماء شباب وكهول، وعاثوا فسادا وليس في رؤوسهم شيء من تفكير العقول..
ومن أعجب العجب سكوتُ الرسميين عنهم، بعدما فاقت التصور جرائمهم وشنائعهم !
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، فقدرته تعالى فوق كل قدرة، وجبروته فوق كل جبروت.
يا ترى ... هل عرفتم من هم ؟
|