في توجيه المجتمع المؤمن قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {12} يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {14} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {15} قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {16} يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {17}الحجرات
وفي هذه الآيات مفردات التواصل الاجتماعي الإسلامي الإيماني، وموانع تنابذه وتدابره وتقطّع أوصاله، ولئن كنا نتحدث فيما سبق عن محنة بين طرفين متنازعين، أحدهما يستخدم القوة والآخر ضحيةُ استخداماتِ صاحبه، فقد وجدتُ أن الطرف الضحية الأكثر في عدده يعاني من نزاعاته وخصوماته أكثر مما يعانيه من قاهره...
وما تعليقات ( الفيس بوك ) التي نقرؤها بين الإخوة إلا دليلا على أننا بحاجة إلى ثقافة استيعاب بعضنا بعضا، والتماس الأعذار لبعضنا البعض...
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
نبينا الهادي الذي عليه جبريل هبط
الكريم كالنحلة يبحثُ عن الرحيق فيقع عليه، واللئيم كالذبابة لا يقع إلا على الأقذار ...
الكريم يلتمس لأخيه سبعين عذرا فإن لم يجد يقول لعل لأخي من الأعذار ما لم أعثر عليه ...
واللئيم يبحث عن سبعين عيبا فإن لم يجد يقول لعل لبغيضي من العيوب ما لم أعثر عليه ...
المحنُ تلمُّ الشتات... لكنَّ محنتنا أثبتت أننا نزداد افتراسا لبعضنا ... ونزداد عدائية وبغيا ...
ما هكذا يا أصحابي تبنى الحضارات، وما هكذا يتكون التماسك الاجتماعي ....
ابحثوا عن نصف الكأس الملآن، ودعوكم من الجزء الفارغ فقد يُملأ يوما ما بالخير ....وأخيرا أذكركم بحديث المصطفى: "لا تُظْهِرِ الشَّماتَةَ لأخِيكَ فَيَرْحَمُهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ" أخرجه الترمذي. |