يا مسلمون ... المشتركات بينكم تزيد على التسعين بالمائة، وعدوُّ أمتكم يتربص بكم الدوائر، وما يزال كلٌّ منا يفني طاقاته في هوامش المعاني والأفكار.

قَالَ نبيكم صلى الله عليه وسلم: "أُمْرِتُ أَنْ أُقَاتِلَ النّاسَ حَتّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاّ الله، فَإِذَا قالُوهَا عَصَمُوا مِنّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاّ بحقّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله".

هكذا وجهكم المربي الذي وحد أمتكم، فهل ستكونون أعرف منه بما يصلح أمركم؟

يطعن بعضنا بعضا، وعدونا يتمنى إفناءنا جميعا..

ويرغب بعضنا في إهلاك بعضنا الآخر، ودماؤنا تسيل هنا وهناك بأسلحة أعداءنا أو بأدواتِ فراعنتنا..

أما رأيتم كيف وقفت مصرُ بأقباطها ومسلميها وصوفيتها وحركيتها أمام الفرعون حتى انتزعت حريتها..

نبيكم يقول فيمن يخالفكم ويعلن شهادة التوحيد ( وحسابهم على الله) فلا تحاسبوا من سيحاسبه الله..

لا تجعلوا من أنفسكم بديلا عن الله في حساب الناس..

أمتنا مشتتة فلا تزيدوها شتاتا..

وسّعوا أوعية صدوركم، ولتسع أخلاقكم من خالفكم..

لا يتوهمن أحد منا أن الأمة تجتمع على رأي فسنة الله تعالى تعددية الفكر، لكنه تعالى من فضله جمعنا على ثوابتنا:

فربنا واحد، وقرآننا واحد، ونبينا واحد، وقبلتنا واحدة..ألا تكفي لتكون جامعة مانعة؟

وحساب من خالفكم في الرأي على الله.

يا من تقولون نحن أشاعرة اجعلوا أبا حامد الغزالي قدوة لكم فقد كتب كتابه ( إلجام العوام عن علم الكلام)..

يا من تقولون نحن وهابية اجعلوا أحمد بن حنبل التقي الورع إمامكم فقد أجاب عن مسائله بحدّثنا ولم يُعمل رأيا ولا فكرا..

يا من تقولون نحن صوفية اجعلوا إمامكم الجنيد الذي قال: علمنا مشيد بالكتاب والسنة..

يا من تقولون نحن حركية اقرؤوا كتب المفكر الجامع المانع أبي الحسن الندوي فهي الحركية الوسطية المنتظرة..

وإمام كلِّ إمامٍ محمد صلى الله عليه وسلم فلا تسوءوه في أمته.