تتفجر البراكين البشرية في شعوبنا العربية غربا وشرقا، ويدب الذعرُ في الأنظمة الحاكمة التي يتوقع كل منها أن يكون له منها نصيب، لكنه في الوقت نفسه يستبعدُ حصول ذلك لأسبابٍ خاصة، واختلافاتٍ نوعية..
لكنَّ الأسئلة المحيِّرة لكل ناظرٍ ومتأمل تبقى تجول في ذهن كل عربي:
1- أين المظاهرُ العملية لشعاراتٍ وطنية عالية القيمة سامقة الارتفاع أطلقتها الأنظمة السياسية العربية وحفظتها كل الشعوب العربية منذ زمن طويل لكنها في الواقع لم تجد أي تحقق لأيِّ مفردةٍ من مفرداتها العملية؟
2- أين الانتماءُ الوطني أو القطري أو الشعور بالمواطنة عند أولئك الذين يدّعون حفظَ النظامِ والدفاعَ عن الأنظمةِ ويخترقون بسبب دعاويهم كلَّ المبادئ الإنسانية التي من أكثرها بدهية حفظ المواطن لدم أخيه المواطن؟ ما الذي يحصل عندما يفتح الذين يدعون الوطنية الأسلحة كافة بكلِّ رصاصها ونيرانها على المواطنين العزّل الذين يعبرون عن آمالهم؟
3- ما أرخص التهم التي يوجهها كلُّ حاكم يخاف من شعبه إلى معارضيه بالعمالة والخيانة والتعاون مع الأجنبي.... الخ من التهم المعلبة الجاهزة لتقديمها وجباتٍ سريعة، مع أنه شخصيا يمارس كُلَّ أنواع التعاون مع الأجنبي والتبعية له، أم أنَّ ما يجوز له لا يجوز لغيره؟
4- أليس صحيحا أنَّ أصحاب الشعارات البراقة بدؤوا من غير ثروة ولا أرصدة، ثم انتقلوا من إطلاق شعارات نضالهم وكفاحهم العمّالي والفلاحي إلى التصنيف ضمن أكبر أثرياء العالم وأكثرهم تجميعا للأرصدة في البنوك؟
5- أما آن لأجهزة الإعلام العربي أن تخجل من نفسها وهي تتجاهل أولويات شعوبها؟
- أيهما أهم في أجهزة الإعلام: الفنان والمطرب أم الأديب والعالم؟
- أيهما يستهلك الأموال: الرياضة والفن أم الثقافة والبحوث العلمية التطويرية؟
- هل يتحدث الإعلام الرسمي معبرا عن نبض الشعوب أم أنه يستفزّه بما يوقن الجميع أنه مسرحياتٌ مكذوبة؟
6- أين تكافؤ الفرص بين الحكام والمحكومين، لماذا يُحمى اللصوص الفاسدون من يد العدالة، ويحاسَبُ الضعفاء على مبدأ:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفرْ
وسحق شعبٍ كامل مسألة فيها نظرْ
7- هل سيعيد الحكام تواصلهم مع شعوبهم لا مع المتنفذين والمنتفعين منهم، وهل سيبدؤون بأنفسهم وأقربائهم، أم أنهم يصرون على الانتظار إلى الصبح، والصبح كما يعلم العقلاء قريب؟ |