في مولد المصطفى كان مولد النقاء، ومولد الكرامة، وكانت ولادة الحرية بعد استعباد المستكبرين للضعفاء.
وانهال أمية على بلال تعذيبا وتنكيلا لا لشيء .. إلا لأنه أبى أن يركع لغير الله..
وقتل أبو جهلٍ سمية، لا لشيء .. إلا لأنها أبت أن تخضع لغير الله..
وكُويَ ظهرُ خبّاب بالحديد المحمي في النار لا لشيء.. إلا لأنه رفض أن يطيع غير الله..
وعُلّقَ الزبيرُ من رجليه في السقف وأوقدت تحت رأسه النار ليخنقه دخانها لا لشيء .. إلا لأنه اختار حياة حرة كريمة نقية مستقيمة ليس فيها رجسٌ ولا تدنيس..
وحُبسَ الثريُّ الناعم مصعب ووضعت على بابه الأقفال لا لشيء.. إلا لأنه أراد الانتماء إلى النقي الوفي الصادق الأمين محمد، وحابسوه يريدونه منتميا للغدر والخيانة والفحش والفجور..
وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد..
فيا ذكرى مولد المصطفى المتجددة بالله عليك رفقا بنا فقد عاد في زماننا أمية وأبو جهل، والآن يُضَيَّقُ في عالمنا على مصعب وخباب وبلال، وتقتل سمية من جديد..
يا ذكرى مولد المصطفى ماذا أصنع بين يديك؟
هل أحتفل غناء ورقصا وتزيينا كما يفعلون؟
أم أبكي حزنا وأسىً وشفقة على واقعٍ ينتسبُ زورا إلى ذكرى مولد المصطفى ويخالفُ سرًّا وجهرا كُلَّ قيمه ومبادئه وأخلاقه؟
لكنَّ الأمل يبقى يا ذكرى مولد المصطفى في قلبي أن تكون عاقبة أمرنا مماثلة لعاقبة أسلافنا الصابرين الصامدين..
فقد هوى الظلمُ أخيرا وتحطمت الأصنام، وامتلأ قليب بدرٍ بأمية وأبي جهل. |