بسم الله الرحمن الرحيم

1- { إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} : بدأ فيها حدوث الشقوق قبيل القيامة.
2- لون الآيات (أحمر) { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }: سمعَت أمر ربها بالانشقاق، وحق لها أن تسمعه وتطيع.
3- لون الآيات (أحمر) { وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ }: صارت منبسطة بعد دك جبالها وزوالها.
4- لون الآيات (أحمر) {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}: أخرجت ما فيها من الأموات، وتخلت عنهم.
5- {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} : أي في إلقاء موتاها كما قال في موضع آخر: (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا، بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا
(2 -5)الزلزلة فما كان إلقاء الموتى إلا بوحي من الله تعالى للأرض وأمر منه.
6- { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ } : أي أنت عاملٌ ومتعَبٌ في مسيرة حياتك وتشعر بالمعاناة فيها، ولكن مسيرة حياتك هذه ستنتهي بلقاء ربك.
7- {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} : وهو المؤمن.
8- { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} : قال صلى الله عليه وسلم: (من حوسب يوم القيامة عذب) قالت عائشة: يا رسول الله أليس قد قال الله "فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا" فقال: "ليس ذاك الحساب؛ إنما ذلك العَرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
فيكون الحساب اليسير من باب ذكر الأمر على وجه الامتنان.
9- {وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} : أي يرجع في الجنة إلى أزواجه وأهله قرير العين.
10- {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } : وهو الكافر.
11- {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا} : يوقن بالهلاك ويصيح به قائلا: يا ويلاه، يا ثبوراه. والثبور: الهلاك.
12- { وَيَصْلَى سَعِيرًا } : يدخلها ليكون وقود نارها.
13- {إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا} : فلا يجتمع للمؤمن سروران على الحقيقة، فإما أن تكون الدنيا جنته فتعجل له الطيبات، وإما أن تكون دنياه دار مرور له إلى جنته في الآخرة.
قال الله تعالى حاكيا عن أهل الجنة : {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ، وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ، يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ، وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ، قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ، فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ، إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (21- 28) الطور، فوصفهم بالخوف والخشية والحزن.
وقال صلى الله عليه و سلم : "مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال (أي نام) في ظل شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها". أخرجه أحمد.
ووصف الله تعالى أهل النار بالسرور في الدنيا والضحك فيها والتفكه. بقوله: "إنه كان في أهله مسرورا".
14- { إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ } : توهم أنه لن يرجع إلى الله في الآخرة فيحاسب، ثم يثاب أو يعاقب.
ومنه قول عليه السلام: "اللهم إني أعوذ بك من الحوْرِ بعد الكَوْرِ" يعني: من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة .
15- {بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} : من وقت خلقه، وفي جميع أحواله.
16- {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} : الشفق: بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول الليل إلى قرب العتمة.
17- { وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } : وسق:جَمَعَ وضَمَّ، والوَسْقُ: ضمُّك الشيءَ بعضه إلى بعض.
18- { وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ } : إذا تمَّ في الليالي التي يكون فيها بدرًا.
19- { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ } : حالاً بعد حال، من شدائد الدنيا والآخرة ومن طبق الدنيا إلى طبق الآخرة.
يقولون مضى طبق من الليل، ومضى طبق من النهار.
20- {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} : يعني أي شيء يمنعهم من الإيمان بعد ما اتضحت لهم الآيات وكثرت الدلالات.
21- {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ} : لا تسجد جباههم وعقولهم وقلوبهم تعظيما لمنـزّل هذا القرآن.
22- {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ} : لأن تمكن الكفر من قلوبهم يسوقهم إلى الإنكار والتكذيب.
23- {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ} : أي بما يجمعون ويخفون في أنفسهم من الكفر والتكذيب، وهو مأخوذ من الوعاء الذي يجمع ما فيه.
24- {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} : على تكذيبهم.
25- { إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } : لا يُمَنُّ عليهم به فضلاً منه تعالى وكرمًا.