أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشّمْسُ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا. وَلاَ تَقُومُ السّاعَةُ إِلاّ فِي يَوْمِ الْجُمعَةِ".
وفي رواية: وفيه النفخة، وفيه الصعقة.
في يوم الجمعة ظهر الإنسان.
وفي يوم الجمعة دخل الجنة.
وفي يوم الجمعة نزل إلى الأرض ليحمل الأمانة ويحرس توازن الكون.
وفي يوم الجمعة تقوم القيامة.
وقد رأينا بأم أعيننا كيف عجَّلَ الله تعالى قيامة الفراعنة في يوم الجمعة، وما فعله بهم فيه.
ففي يوم الجمعة سقط فرعون تونس.
وفي يوم الجمعة هوى فرعون مصر المعاصر.
فهل سيدرك الخطباءُ مسؤوليتهم عن منبر الجمعة؟
أم أنهم سيكررون ما هو مكرر، وسيعيدون ما هو معاد؟
منابر الجمعة أقوى من الصواريخ العابرة للقارات لو فهم خطباؤنا.
وهي أشدُّ ضياء من الشمس تنويرا وإرشادا.
لو أنها وظفت توظيفا صحيحا فستغير المجتمعات، وتعيد الموازين.
لكن ماذا عن الخطباء الذين لا يدركون قيمتها؟
لا يقتربون من الواقع.. لا يتفاعلون مع ما يقولون.. يجلدون كالجلادين بدلا من أن يكونوا أصحاب التطبيب مع المطببين.