واستعادت أوصاف أهل الكفاح
لجهاد المستكبر السفّاح
بالصدور الشمّاء لا بالرماحِ
رعدُ شبّانهمْ وبرقُ الملاحِ
وزوالِ الفسادِ بالإصلاحِ
أعزلا طيِّبا بنار السلاح
هامَ شبّاننا بظلمٍ مباحِ
نبضت في إبائها الطمّاحِ
داهسَ الناسِ مُزهقَ الأرواحِ
ــوةُ حتى استحلى دماء الجراحِ
دمُ صهيونَ فيه للخيرِ ماحي
للورى يعتريهِمُ بانشراحِ
ما على ساحق الورى من جناحِ
ثُمَّ يمحى ما كانَ في الألواحِ
أنّ بطشَ البطّاشِ خيرُ وشاحِ
عبرَ طولِ المدى وكلِّ النواحي
ويزيلُ السلطانَ فعلُ القباحِ
ويزيحُ الظلام نور الصباحِ |
|
دمدمت مصر بعد طول سماح
وتنادى الأحرارُ هبّوا جميعا
خرجوا في العراء من غير خوفٍ
فيهمُ الطفلُ والعجوزُ وفيهمْ
ما لهم مطلبٌ سوى عيشِ حرٍّ
بيدَ أنَّ السفّاحَ قابلَ شعبًا
يا قوى الأمن بل قوى الخوف دوسي
مزّقي بالمصفحات عروقًا
أيُّ ذئبٍ هذا الذي قاد دِرعًا
كيف زالت منه المروءة والنخــــ
عربيٌّ هذا ؟؟ معاذ إلهي
يا لشؤم الحكّامِ حينَ أذاهم
إنَّ فتوى إبليسَ قد علّمتهم:
قد نسُوا دورة الزمانِ عليهم
غفلوا عن إرادة الشعبِ ظنّوا
لم تدم قبضة الملوك طويلا
إنَّ حصنَ السلطانِ صَولةُ عدلٍ
سوف يبدو فجرٌ قريبٌ إلينا |
