الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Sermons المنبريات
 
القرآن المنزَّل و النبي المنزَّل عليه
Al Adiliyya Mosque, Aleppo جامع العادلية - حلب
22-10-2004
 
ملف نصي   كتاب إلكتروني   استماع ²
ما نزال في الزمان الذي خصه الله سبحانه وتعالى بتنـزل القرآن ، فقد قال سبحانه جل من قائل :
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) البقرة : 185
وقال سبحانه:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) الدخان: 3
وقال:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) القدر:1
لكنني أحببت ونحن في هذا الزمان المبارك الذي توجهت فيه القلوب إلى القرآن، أن أنبه إلى قضية دقيقة ربما لا يتنبه إليها الكثيرون ..
فهذا القرآن العظيم نزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم انتقل من صدره الشريف إمداد ونور حتى صار آياتٍ بيناتٍ في صدور الذين أوتوا العلم ..
فما استمدت صدور الذين أوتوا العلم إلا من القلب الذي نزل عليه القرآن ، وهو قلب النبي العدنان صلى الله عليه وسلم ، وشتان بين من يتلقى القرآن من الأوراق التي خُطت وبين من يستمد صدرُه من ذلك الإشراق الذي ملأ العالم في قلب ذلك النبي العظيم.
فالناس صنفان: صنف يقرؤون القرآن وهم يستمدون ما وصل إلى أذهانهم وعقولهم من الأوراق ، وصنف آخر التحق بصنف العشاق، فقرأ القرآن فكان بينه وبين كلام الله القديم قلب ذلك النبي العظيم.
قال الله سبحانه وتعالى منبهاً أهل الألباب:
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ) محمد: 2
لم يقل في هذه الآية وآمنوا بالقرآن ولكنه قال ( وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ) في سورة في القرآن اسمها سورة محمد حتى تتنبه القلوب التي غفلت وهي تقرأ القرآن عن محمد إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) محمد:2
وقال مخاطباً ذلك النبي الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلا) الإنسان:23
وقرنت الآيات الكريمات بين المنـزَّل والمنـزَّلِ عليه ؛ في مواضع كثيرة منها قوله تعالى: (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) المائدة: 15
والتفسير عند العلماء قد جاءكم من الله محمد وكتاب مبين ، نقل ذلك عن غير واحد من المحققين منهم الإمام الكبير الثوري ، فكان النور في هذه الآية سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وجاء مذكوراً معه الكتاب ..
وفي آية أخرى كان النور القرآن وذكره صريحاً مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله:
(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) التغابن:8
فكان النور في هذه الآية القرآن، فقد نزل النور على النور، وقال سبحانه:
(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ): الأعراف 157
(أُنزِلَ مَعَهُ) فهما نوران مقترنان لا تفترق تلك المعية ولا تنفك.
(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف: 157.
ثم بين الله سبحانه وتعالى حكمة تنـزيل القرآن فقال سبحانه:
بسم الله الرحمن الرحيم: (الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ابراهيم:1
والخطاب متوجه إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
فكان النور مع النور، وكانت الإضافة إلى النور الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت النسبة في الإخراج من الظلمات إلى النور متوجهة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفسر ذلك الإخراج بأنه إخراج من ظلمات الجهالة إلى أنوار المعرفة بالتبيين النبوي، فلابد حتى يصل القرآن إلى صدورنا من أنوار التبيين النبوي المحمدي فقد قال سبحانه:
(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) النحل:64
وقال سبحانه:
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)النحل:44
بعد هذا يصرح القرآن بموقفين اثنين:
أما الموقف الأول: فهو موقف أهل الكفر الذين صرحوا وأعلنوا عداوتهم للإسلام.
والموقف الآخر: موقف أهل النفاق الذين أعلنوا الإسلام بظواهرهم لكن بواطنهم كمن فيها النفاق.
أما الذين صرحوا بالكفر وأعلنوه فإنهم رفضوا القرآن ورفضوا الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن المنافقين لم يكن رفضهم في الحال وفي السلوك إلا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال سبحانه وتعالى وهو يصف موقف الكافرين:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
- يعني من عبادة الأصنام ومن تبني الشرك ومن إعلان الكفر بالله -
أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) المائدة:104
وقال سبحانه:
(وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) الأنعام:7.
لو أنهم رأوا ذلك الرسول وهو يحمل ذلك الكتاب المتنـزل من السماء إليهم، فإنهم سيعلنون الرفض بكل جرأة ووقاحة ويصفون ذلك الكتاب ومن حمله بالسحر.
بعد هذا ننتقل إلى الموقف الآخر الذي نخشى أن يكون بعضنا من أهله :
قال سبحانه:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) النساء:61.
انتبهوا يا إخوة.
ما قال يصدون عن القرآن...
إنهم يقرؤون القرآن...
وربما يكون القرآن شعاراً لهم ، وربما يكون القرآن مما يكثرون من تلاوته، وقراءته، والإعلان عنه , لكنهم يصدون عنك يا محمد يا حبيب الله يا رسوله.
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) النساء:61
وجاءت حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته بما فيها من أحداث لتؤكد هذه الحقيقة.
ففي صحيح البخاري يروي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
(بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبية(بقطعة من الذهب) فقسمها صلى الله عليه وسلم بين أربعة
- أي وصلت غنيمة من الغنائم, فلم يوزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله إلا على أربعة .. هنا يظهر النفاق .. هنا يأتي المتنطعون الذين يريدون أن يجعلوا أنفسهم أوصياء على رسول الله صاحب التشريع .. على الذي يفهم القرآن ويبينه ويفهِّمه .. على النور الذي يضيئ للعقول والقلوب-
فأقبل رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين ناتئ الجبين، كثُّ اللحية،، محلوق الرأس)
في رواية أخرى للبخاري صُرِّح باسمه وهو ذو الخويصرة وأنه رجل من بني تميم, فقال يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (اتق الله يا محمد)
إنه يعظ رسول الله, إنه يريد أن يُرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى القرآن, وهو لا يتنبه أن هذا القرآن لم يخرج إلا عن هذا القلب الأشرف.
قال: اتق الله يا محمد
فقال صلى الله عليه وسلم: (من يطع الله إذا عصيت؟).
الطاعة تخرج من هذا القلب الأنور...
العبودية مظهرها هذا النموذج الأكمل...
الامتثال لا يكون أعلى ولا أسمى ولا أسنى منه في ذلك المظهر النبوي الكريم...
يا ويح الذين يخطِّئون رسول الله.
يا ويح الذين يقولون إنه يجتهد والله يقول:
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)النجم:3-4
الله هو الذي يقول:
(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ)الحاقة:44-45
إنهم جهلوا من هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
(قال: من يطع الله إذا عصيت؟. أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني).
أنا مستأمن على أهل الأرض, ألا أكون أميناً في قسم أقسمه بأمر الله.
فلما ولى ذلك الرجل قال صلى الله عليه وسلم:
(إن من ضئضئ هذا , أو في عقب هذا).
يعني من أولاده, أو ممن يأتي بعده في الأزمنة.
(قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم ،
- أي محل القرآن حناجرهم-
يمرقون من الدين مروق السهم من الرميَّة, يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)
الذي يشرك بالله ويضع والأحجار والأوثان يقولون عنه هذا في ذمتنا, ويكفِّرون أبناء الإسلام, يقبلون غير المسلم, ويصفون المسلم بالشرك وبالكفر.
في الرواية الثانية للبخاري في هذه الحادثة, قال:
( يارسول الله اعدل, فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل, قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل
قال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه, وفي رواية قالها خالد ..
فقال: دعه, فإن له أصحاباً
-يعني سيوجد من أقرانه كثير-
فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم
- صلاة طويلة, يقرأ فيها القرآن-
- يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم, وصيامه مع صيامهم, يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ).
انقطعت الصلة بينهم وبين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, وكيف يتنور قلب لا يستمد النور من النور المحمدي...
مهما صلى ومهما صام ومهما قرأ القرآن, إن لم يكن كالميت بين يدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...
إن لمن يكن مستسلماً...
إن لم يكن عاشقاً...
إن لم يكن فانياً...
إن لم يكن مستهلكاً مستغرقاً في الحب لذلك النور الذي من خلاله وصل إلينا القرآن...

وأكثر من هذا يا إخوتي..
ينقل الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إن أكثر منافقي أمتي قرَّاؤها.)
ألا يدعونا هذا أن نبكي على أنفسنا أيها الأخوة!!؟
ألا يدعونا هذا أن نسأل قلوبنا ونحن نقرأ القرآن: هل تلقيت أيتها القلوب هذا القرآن من قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى ينتفي عنك النفاق!؟
(أكثر منافقي أمتي قراؤها)
وفي حديث أخرجه البيهقي في الشعب ، قال صلى الله عليه وسلم:
(عدد درج الجنة عدد آي القرآن , فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة).
قال المناوي في شرح الحديث : ( وهم من لازم قراءته تدبراً وعملاً لا من قرأه وهو يلعنه).
أولئك الذين يرتقون في الجنان بعدد آي القرآن ليسوا من قرأت حناجرهم القرآن, لا...
إنهم من لازم قراءته تدبراً ..
من يفهمه من خلال قلب أعظم من فهَّمه الله ..
يفهم القرآن من خلال ذلك القلب الذي فهِم وفهَّم ..
من لازم قراء ته تدبراً وعملاً, وكيف يعمل بالقرآن إن لم يُنظر إلى ذلك الأنموذج الأول الذي عمل بالقرآن.
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب:21
هم من لازم قراءته تدبراً وعملاً, لا من قرأه وهو يلعنه.
إن القضية تدعونا إلى مراجعة الحساب, فما أكثر القرَّاء في شهر رمضان, وما أكثر من غفل قلبه في هذا الشهر عن صاحب القلب الذي نزل عليه القرآن؟.
فلنسأل أنفسنا: حين ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, هل فاضت من أعيننا دمعة, عبرت عن الحب والعشق, وما يعرف العشق إلا من عشق ذلك البدر الأكمل؟.
هذا هو الامتحان, انظر إلى قلبك .. قلبك بكى من محبة ولدك, قلبك بكى من لحظة حزن أو فرح, فهل بكت عينك حين خفق قلبك من حب سيدنا محمد؟
والحبيب صلى الله عليه وسلم ينفي الإيمان عن الإنسان حتى يكون حبه صلى الله عليه وسلم مستغرقاً قلب ذلك الإنسان , يفوق كل حب في الخلق ..
حتى يحب المصطفى صلى الله عليه وسلم فوق حبه للناس, وفوق حبه لنفسه.
لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يصير من أهل الحب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
(قل كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ)التوبة:24
اللهم استهلك قلوبنا في محبة حبيبك صلى الله عليه وسلم واجعلنا ممن يتلقى القرآن عن ذلك القلب الأنور قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واجعل عشقه وهواه مالئاً بواطننا ، ومالكاً أرواحنا ، وآسراً أسرارنا ، إنك يا مولانا نعم المسؤول.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أقول هذا القول واستغفر الله
أعلى الصفحة