الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Sermons المنبريات
 
الرحمة العالمية من رمضان
Al Adiliyya Mosque, Aleppo جامع العادلية - حلب
5-11-2004
 
ملف نصي   كتاب إلكتروني   استماع ²
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في الحديث الصحيح عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(أول شهر رمضان رحمة, ووسطه مغفرة, وآخره عتق من النار).
هذا الحديث نقرؤه في غالب الأحيان قراءة لا تنظر إلا إلى الذات .. قراءة يستجدي الإنسان من خلالها الرحمة من مولاه, ويستجدي المغفرة, ويطلب العتق من النار.
لكن وأنا أتأمل في هذا الحديث ؛ وجدت أن مفاهيمه لا تتوقف عند الفرد وما يعود عليه من المنافع والفوائد فيه, لكنها حين تتفاعل مع ذات الإنسان تفرز سلوكاً يتعدى إلى الآخرين ..
ألم ينبِّه ربنا سبحانه وتعالى في قوله سبحانه:
(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ ؟ )النور:22
ألم ينبِّه في هذه الآية إلى الربطٍ بين مغفرة الله سبحانه وتعالى وعفوه وسلوك الإنسان الذي يتمثل في عفوه ومغفرته للآخرين ؟
وفي الربط بين هذا وذاك نجد معنى التخلق بأخلاق المولى وقد جاء في الحديث : (تخلقوا بأخلاق الرحمن)
إذاً حين نقرأ هذا الحديث الرمضانيَّ قراءة أنانية فردية ننظر إلى أنفسنا على أنها كؤوس تنتظر أن تملأ بالرحمة والمغفرة ، وأن تنال العتق من النار, أما القراءة العالمية المستمدة من الرحمة العالمية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن ينتظر أن يكون كأساً لا تتعدى فيوضاتها إلى الآخرين ؛ لكنه صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الرحمة من مولاه ثم يفيضها على العالم .
وإذا لم يكن شهر رمضان يُخرِّج من مدرسته من يتفاعل مع الرحمة والمغفرة, ومن يستمد من العتق من النار مفهوماً سلوكياً, لا أظن أنه يُخرِّج جيلاً معطاءاً.
(أوله رحمة) فإذا فاضت الرحمة في القلب رَحِم الناس.
(ووسطه مغفرة) فإذا تفاعلت تلك المغفرة مع باطن الإنسان ولَّدت عنده صفحاً ومغفرة وعفواً عن إساءة الآخرين.
وإذا استمد من مفهوم العتق من النار, ذلك المعنى السلوكي الذي كان الإمامُ فيه سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم حينما مثَّل لنفسه الشريفة ولدعوته الكريمة بالرجل الذي يذبُّ عن النار الفراش, والفراش يتهافت ليقع في النار, عندها سيكون الحريص على نجاة كل الناس من تلك النار.
أقول هذا يا شباب , يا من يستمع وهو في صلاة الجمعة, و يا من يستمع وهو في الآفاق :
إن العالم الإسلامي يحتاج إلى أن يُخرِّج شباباً يفهمون معنى التربية ويعانونها حتى يكون الواحد منهم مظهراً لدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ألم يقل ربنا سبحانه لحبيبه ومصطفاه:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)الأنبياء:107
فأين شبابنا من هذا المفهوم ؟
أين شبابنا الذين بدأوا يتحوَّلون بسبب ما يمارسه الإعلام عليهم من الحرب التي تولِّد كل ساعة ردة فعل ..
تحوَّل شباب الإسلام إلى كُتل انفعالية ليس لديها الوقت حتى تتأمَّل أو تُفكر أو تبدأ مشروعاً ..
تحوَّل شباب الإسلام مع الأسف في معمعة الأحداث العالمية إلى ردود أفعال انفعالية, عطلت معها مشروعات دعوة الإسلام التي أناب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته فيها لتكون استمراراً من بعده له, حين وقف فقال: (بلغوا عنِّي ولو آية)
وحين قام فقال: (ألا ليبلِّغ الشاهدُ منكم الغائب)
إن الآخر المعادي أدرك أن الذي يُوقف مسار الدعوة إنما هو الفوضى, فالفوضى وحدها هي التي تُعطِّل تأمّل الإنسان وفكره, هل رأيت في يومٍ من الأيام مخاصماً وقت الخصام قادراً على استيعاب فكرةٍ ما أو تحليل موضوع ما؟
هل رأيت في حياتك مخاصماً وقت خصامه يستطيع أن يبين مضامين قلبه بروية وهدوء؟
أدرك الآخرون ذلك, وأرادوا تعطيل الدعوة في العالم, في وقت بدأ الإسلام يزحف فيه إلى القلوب ..
في وقت بدأت فيه النفوس في الشرق والغرب تتعطش إلى عطاء الإسلام, وإلى عظمة تشريعه, وإلى سمو أخلاقه, وإلى روعة إنسانيته.
وهكذا فإن شهر رمضان بمعانيه التربوية يعيد إلى من تفاعل معه الرحمة, ويعيد إلى من تفاعل معه المغفرة, ويعيد إلى من تفاعل معه الحرص على إخراج العالم من النار.
ولو أننا نظرنا إلى شخصية ذلك الإمام الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, وتأملنا فيها... في سلوكها في المواقف الصعبة, سنجد أن تلك الشخصية العظيمة كانت تحافظ على هوية رحمتها العالمية في أصعب المواقف ..
إنها قضية يحتاج شبابنا أن يفهموها, يا من يرتكس وينفعل فيُعطِّل هويته.
يا شباب الإسلام اسمعوا :
في غزوة بني المصطلق حصلت فتنة بين أَنصاري من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل أجيرٍ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه, فاستنجد الأنصاري بالأنصار, واستنصر أجير عمر بالمهاجرين, حتى كادت الفتنة أن تقوم, وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع رسول الله في غزوة, فقام ابن أبي ابن سلول,رأس المنافقين وقلعة الشرك والكفر التي كانت تظهر مظهر الإسلام, قام يقول محرضاً جمع الأنصار على المهاجرين:
" أوقد فعلوها؟ قد كاثرونا وناقرونا في بلادنا, ما مثلنا معهم إلا كما قيل: ( سَمِّن كلبك يأكلك ) , والله إن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " .
انظروا أيها الأخوة, حينما يقف ذلك المنافق الكبير, ( رأس المنافقين ) متهماً رسول الله ومن هاجر معه بأنهم الأذل, ويصف نفسه بالأعز, قائلاً: , والله إن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.
تعالوا إلى تلك الرحمة العالمية ننظر في حركتها, وفي انفعالاتها..
يُنقل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويقول عمر: يا رسول الله مُر من يقتله ..
إنه تجرأ على أكبر الثوابت, وأعظمها في أمة الإسلام ..
ويجيبه صلى الله عليه وسلم:
(فكيف يا عمر إذا تحدَّث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)
ويأتي عبد الله ولد رأس المنافقين يستأذن رسول الله في قتل أبيه, يقول: يا رسول الله لا تأذن لغيري أن يقتله, أخاف أن يقتله غيري فتتحرك فيَّ الحمية, ربما أقتله فأقع في النار, حين أقتل مسلماً, ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا.. لا بل تحسن صحبته).
ويرسل الله سبحانه وتعالى في موقف آخر جبريل عليه الصلاة والسلام ومعه ملك الجبال, بعدما آذى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قومُه واشتدوا في إيذائه, يقول له جبريل : إن الله تعالى سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك, وقد أمر ملك الجبال لتأمره فيما شئت فيهم..
ويسلم ملك الجبال على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويناديه : مُرني بما شئت, إن شئت أطبق عليهم الأخشبين- أي أطبق عليهم الجبال- ويقول صلى الله عليه وسلم ( الرحمة العالمية ) في ذلك الموقف الشديد:
(بل أرجو أن يُخرِج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً)
هاتان حادثتان, واحدة في المدينة وأخرى في مكة, حتى لا يقول قائل: إن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان في المدينة في شخصية تختلف عن شخصيته في مكة, إنه صلى الله عليه وسلم الرحمة العالمية في أي مكان, وهي هوية ثابتة لا تتغير.
لقد صلى الله عليه وسلم, كما يروي الإمام مسلم في صحيحه:
(مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ)
وفي الحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داوود والترمذي والحاكم:
(الرَّاحمونَ يرحمهُمْ الرَّحمَنُ ارحموا من في الأرضِ يرحمُكُمْ من في السَّماءِ)
ثم إننا يا إخوتي ننتقل إلى كتاب الله سبحانه وتعالى لنقرأ آية ينبغي لنا أن
نفهمها في هذا الوقت, الذي كثر فيه الهرج والقتل ..
في هذا الوقت الذي كثرت فيه ثقافة القتل حتى وصلت إلى أطفالنا.
كنت في زيارة خارج البلاد فقال واحد من الشباب المُنوَّر الذي يحمل في قلبه محبة لله ولرسوله .. قال لولده: ماذا ستصنع يابني- وهو طفل صغير في عمر السنتين- ماذا ستصنع إذا كبرت؟
يجيبه الولد: سأقتل الكفار..
نظرت إلى والده, وقلت له معاتباً: إنها ثقافة القتل يا أخي..
ينبغي علينا ألا نصدرها للأطفال, هؤلاء سيكونون في المستقبل القريب دعاة الإسلام, فإن نحن ربينا هؤلاء الأطفال على ثقافة القتل لن يكون منهم دعوة, ولن يكونوا رحمة عالمية, قلت لا... يا صاحبي
لا أرضى أن نصدِّر ثقافة القتل لأطفالنا أبداً.
من هنا أحب أن أقرأ عليكم نصاً في كتاب الله, في وقت بدأ الشباب فيه يبررون التفجير والتدمير في العالم, ولا يفرقون بين دفاع ومقاومة في أرض محتلة كما يفعل إخواننا في أرض فلسطين .. في بيت المقدس وفي أكنافه .. يضربون الضربة فتصيب عدوهم في مقتله ..
لكن حين نتحوَّل بعدها إلى العالم نجد ثقافة القتل والتدمير قد بدأت تتفشى في شبابنا, مع التبرير الذي يبتعد كل الابتعاد عن فقهنا, ويبتعد كل الابتعاد عن شريعتنا, ويبتعد كل الابتعاد عن ما قاله أئمتنا ..
أصبح الدم مستباحاً في فكر الشاب المسلم, ويظن أنه بذلك مجاهد, في نفس الوقت الذي لا يفرِّق فيه بين قتل مسلم وغير مسلم, ، ولا يفرِّق فيه بين قتل محارب وغير محارب على غير دين الإسلام ، وغير المحارب لا يقتل في شريعتنا بأي حال ..
بدأت ثقافة القتل تنتشر ولا يميز هذا الشاب بين قتل جندي محتل جاء ليفسد في الأرض وبين موظف في بيته أو في شارعه أو في عمله .. أين التبرير الذي يحمله ذلك الشاب من شريعة رسول الله؟
هل نقدم إلى العالم ثقافة إسلامية مؤصلة, أم نقدم انفعالات لا تستند في حال من الأحوال إلى الشريعة؟
قال سبحانه:
(هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)الفتح:25
هذا الآية في سورة الفتح ينبغي أن نفهمها في هذا الوقت الذي اختلطت فيه المفاهيم.
(هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يشير إلى الكفار في مكة الذين فعلوا كل الأفاعيل التي بها يستحقون أشد أنواع العذاب.
(هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ)
(وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ) يعني من الذين اختلطوا بهم
(وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ) فقد اختلط بجمع الكُفَّار ذاك جمع من المؤمنين ومن المؤمنات.
(وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ) لا تستطيعون تمييزهم
(َأن تَطَؤُوهُمْ) بالقتل والإيقاع بهم .. لولا ذلك لأذن الله لكم في دخول مكة, حتى تُوقِعُوا بجمع هؤلاء المحاربين قتلاً وتشريداً , لكن الله سبحانه وتعالى رفع ذلك العذاب بوجود الاختلاط بين مجمتع الكافرين وجماعة المؤمنين والمؤمنات.
(َلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ) يعني لو أنكم وقعتم بغير علم, وأنتم لا تعلمون وجود المؤمنين والمؤمنات في ذلك الجمع ستصيبكم منهم معرة, أي ستقعون في الإثم والغم والشدة وأنتم لا تعلمون..
فماذا نقول فيمن عَلِم وتحقق أن المجتمعات اليوم اختلط فيها أبناء الإسلام مع غيرهم!
هل يشك في هذا أحد؟
كل واحد منكم يمكن أن يسافر إلى أي بلد في العالم, ويمكن أين يكون قتيلاً وهو من أهل الإيمان والإسلام في عمل يقوم به بعض الجهلة الذين لا يفهمون قواعد الشريعة ولا أحكامها.
(ِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) يعني لو تميزوا وخرجوا من ذلك الجمع, ولم يبقَ في ذلك الجمع إلا المحاربين من الكفرة, عند ذلك ننزل بهم أشد أنواع العذاب.
وانتقل إلى كتب الفقه حتى لا يقول قائل: أنت تجتهد ..
فقد سئل صاحب مالك- ابن القاسم- أرأيت أن قوماً من المشركين في حصن من حصونهم, حصرهم أهل الإسلام, وفيهم قوم من المسلمين أسارى في أيديهم, أيحرق هذا الحصن أم لا؟
فأجاب ابن القاسم: سمعت مالكاً, ينقل عن أستاذه إمام دار الهجرة سيدنا مالك أحد الأئمة الأربعة المجتهدين, قال سمعت مالكاً وسئل عن قوم من المشركين في مراكبهم: أنرمي في مراكبهم بالنار ومعهم الأسارى من المسلمين في مراكبهم؟
قال: فقال مالك: لا أرى ذلك, لقوله تعالى لأهل مكة:
(لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)
قال الإمام مالك: (وقد حاصرنا مدينة الروم, فحبس عنهم الماء, فكانوا ينزلون بالأسارى يستقون لهم الماء, فلا يقدر أحد على رميهم بالنبل, فيحصل لهم الماء بغير اختيارنا)
فما كانوا يرمون بالنبل حرصاً على ألا يقتلوا الأسارى من أبناء الإسلام.
جاء عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دماً حراماً)
فإذا أصاب دماً حراماً ضاق الأمر عليه
ألا تحتاط لدينك؟
روى الطبراني عن أنس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
(من آذى مسلماً بغير حقٍ فكأنما هَدَمَ بيتَ الله)
وروى الطبراني عن ابن عمر:
(ليسَ شيءٌ أكرمُ على اللهِ من المؤمن)
ومن طريق بريدة, روى النسائي, سمع بريدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قتل المؤمن أعظمُ عند الله من زوال الدنيا)
وأخرج ابن ماجة عن البراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لَزَوَالُ الدُّنْيا أَهْوَنُ علَى اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ)
وأخرج النسائي عن ابن عمر عنه صلى الله عليه وسلم:
(لزوال الدنيا أهونُ عند الله من قتل رجل مسلم)
فماذا يقول أولئك الذي ينشرون ثقافة القتل, ويُعطِّلون مشروع الدعوة؟
الأرض المحتلة فرض علينا أن نُخْرِج المحتل منها وأن نقاومه, أما أن ننشر ثقافة القتل في العالم فهذا يتنافى مع ثوابتنا, ويتنافى مع قواعدنا, ويتنافى مع فقهنا, ويتنافى مع أقوال أئمتنا.
اللهم ردنا إلى حبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, الرحمة العالمية, حتى نتخرَّج من مدرسة رمضان الذي أوله رحمة, وأوسطه مغفرة, وآخره عتق من النار, حتى نتخرَّج بثقافة ورحمة تتناسب مع اقتداءنا بحبيبنا صلى الله عليه وسلم.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أقول هذا القول واستغفر الله

أعلى الصفحة