الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Articles المقالات
 
هل تركت المادية المتوحشة مكاناً للصلح مع الشعوب ؟
دعوة
 
ملف نصي   كتاب إلكتروني  
مر بالعالم زمن طويل ، والماديون ينحتون صنمهم ويلمِّعونه ويمجدون بحمده ، وينعتونه بالأسماء القدسية العديدة : ( القانون الدولي ) ، (الشرعية الدولية) ، (النظام العالمي ) ..
يقيمون له الهيئات الكبيرة ، ويرفعون له الأعلام البراقة ، ويعقدون له ( مجلسَ أمن ) و( هيئةَ أمم متحدة ) ..
يصفون المُعرض عنه بالأوصاف الشنيعة ، لأنه ( الخارجُ عن القانون ) ، و(المتمردُ على الإرادة الدولية )...
وكما أكل ذلك الأعرابي صنمه المصنوع من التمر حين جاع ، أكل كبير المادية صنمه الكبير الذي طالما لهج بحمده وسبَّح له ..
ونصَّبَ هذا الآكل نفسه محل الصنم ناسياً أنه سيكون المأكولَ القريبَ ، فلن تمضي مدة حتى يجد الجياع أنفسهم مجتمعين حول جسده المكتنز لحماً وشحماً يمزقونه إرْباً إرْباً ..
تلك هي سنة الأصنام ، وهذه هي حكاية الأيام ..
وقال كبيرهم للعراق : أسلحتكم هي للدمار الشامل ، ثم حمل إليه كلَّ ما تعرفه الإنسانية وما لا تعرفه من الدمار الشامل وأسلحته ..
فهل أبقى بين الأمم ميثاقاً ؟
وهل ترك مكاناً للصلح مع الشعوب ؟
وقال القرآن الكريم :
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ
والمعنى فإن تولوا عن سلمكم وسلامكم ، وقصدوا حربكم وحُرُماتِكم ، فقولوا نعلمكم أنه لم يبق بيننا وبينكم ميثاق أو عهد ، نحن وإياكم حرب لا صلح فيها من بعد ..
صنمُكُمُ ( الدوليُّ ) وأكلتموه .. فماذا تريدون من شعوب دهستها ( دباباتكم ) ، وأحرقتها ( صواريخكم ) ، ومزقتها ( طائراتكم ) ..
لا تلوموا الفريسة التي سال دمها إذا نهضت فقَتلت قبل أن تموت قاتلَها ..
على أننا – مع ذلك - نعلم أن من ورائها آلافَ القلوب الكريمة ، والجباهَ الناصعة التي لم تسجد يوماً لغير بارئها العزيز ، تتحفز للثأر العاجل القريب ..
وفوق كل ذلك ينتظرنا وعد وموعود..
فالوعد : كلمات الكبير المتعال التي قال فيها سبحانه :
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا (55)النور
والموعود : نصر من الله وفتح قريب .
ولن يرثَ الأرضَ الماديون بطغيانهم وعدوانهم ، وبغيهم وفسادهم ، فمَن هذا وصفه لا يؤتمن على الأرض ..
لن يرثها إلا عِبَادُ الله ، أما عُبّادُ المادة والمصلحة والشهوة والطغيان فهم المرضى في الأرض ، ولا يصلح المريض للتطبيب .
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ ، إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (105- 106) الأنبياء
يا أيتها المادية المتوحشة التي تعيث في الأرض فساداً ، إنه عمى القلب الذي تعيشين ضلاله وليله ( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) .
أعلى الصفحة