الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Articles المقالات
 
الله الله فيمن ليس له إلا الله
في الدعوة
 
ملف نصي   كتاب إلكتروني  
يخفق قلبي بما لا تقدر على التعبير عنه الكلمات؛ حين أتذكر أنني في بلاد الشام، ومن أهل بلاد الشام ..
وما أدراك ما بلاد الشام ..
وتطير إلى العلياء روحي سُمُوًّا ورفعةً حين أقول إنني في سورية، ومن سورية، التي هي جنة بلاد الشام، وروضتها الغنّاء.
ولكنْ ...
وبعد الخفقان والطيران والسمو والرفعة أصحو فأقول:
هل سيأتي زمانٌ يكون للمُوَاطَنَة في بلدي لذَّتُها وسعادتها عند الجميع في هذا البلد الكريم؟ لقد أحسَّتْ كلٌّ من الصحفيتين الفرنسية والإيطالية المختطفتين في العراق بلذَّةِ مُوَاطَنَتها والشعبُ في كلٍّ من بلديهما يموجُ ألماً على ما هما فيه، ويتحرَّقُ شوقًا إلى ساعة خلاصِهما ولمّا أذِنَ القَدَرُ بخلاصهما، وعَرِقَ جبينُ المُفاوِضِ عنهما حتى فاز، صفَّقَ الشعبُ فَرحًا وصار على أرض فرنسا وإيطاليا عُرْسُ تحرير، وخرج إلى مهبط طائرتيهما رأسُ فرنسا ورأسُ إيطاليا، فقد رجَعَت إلى بَلَدها مُواطِنَةٌ بعد مِحنَة، واكتست بعباءة مُوَاطَنَتِها الحبيبة من جديد ...
أصحو على قرع الحقيقة و (للمُواطَنَة) في بلدي ما يقترب من وصف (البلاء)
فلا شعبي يتألم لألم مواطِنيه ..
ولا مؤسساتُ حُكومتي تحترمُ مُوَاطَنَتي حين أقف على أبوابها متسوِّلا سائلا ..
ولا رؤوسُ بلادي يفكِّرون فيمن حضَر ولا فيمن غاب ..
فإذا خرجتُ مسافرًا إلى بلدٍ من البلاد نَظروا في جواز سفري، وتبسموا بسخرية لأنني أحملُ جوازَ سفرٍ من الدرجة السابعة والستين تحت الصفر ..
لو فكر موظَّفُ مَطارٍ في بلدٍ ما أن يكون مقصِّرًا في المعاملة مع مواطِنٍ فرنسي أو بريطاني أو أمريكي؛ تقوم قيامة الدنيا، وتثور السفاراتُ في البلاد ثورة المرَدَةِ والعفاريت ..
إلا .. أنا ..
وأتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:
(الله الله فيمن ليس له إلا الله)
وَأسمحُ لدمعتي في آخر المطاف أن تسيل على خدٍّ يتلوَّنُ كُلَّ يوم بألفِ ألفِ لون، وأقول: سامحني يا قلبي.
(بلادي وإن جارت عَلَيَّ عزيزةٌ ....................... وأهلي وإن ضنّوا عليَّ كِرام)

أعلى الصفحة