الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Articles المقالات
 
آهاتُ محزون
دعوة
 
ملف نصي   كتاب إلكتروني  
تزداد المحنة على الإسلام وأهله يوماً بعد يوم ، ويُضيَّقُ الخناق على المستبصر والمتعلم ؛ في ذات الوقت الذي يوسع فيه على الغوغائي والجاهل..
ويقال للمسلم الملتزم بدينه : أنت المتطرف والأصولي ..
ويقال للتقي الطائع لربه أنت المتزمت والحجري ..
ومن خلع الحياء ونبذ الأخلاق فهو الألمعي المتفتح في عالم الحداثة والمعاصرة ..
ومن جاهر بعداوته للدين فهو الأمل الواعد ، والمستقبل المنشود ..
والدين بمنظور الإعلام الجديد : طوقٌ يقيد عقل الإنسان وفكره ..
والالتزام بالإسلام يعني العودة إلى زمن الإبل والبغال والحمير ..
ويجترُّ المغفلون تلك الكلمات كما تجتر البهيمة طعامها الممضوغ ..
فيا عجباً !!
هل جهل أولئك أم تجاهلوا أن الإسلام هو المبدأ الذي رضيه بارئ الأكوان لكل البشر هادياً ودليلاً ..
.. وأنه الدين الخاتم الناسخ لكل ما سواه ..
.. وأن الذي جعله دستور الحياة في الأزمنة الباقية هو الذي خلق .. وكيف لا يعلم من خلق ؟..
.. وأنه الطريقة والأسلوب المتجدد بأحكامه لكل جديد ..
.. وأنه النظام الذي به ينتظم سلوكُ الإنسان فرداً وجماعةً ؛ وبه يطمئنُّ باطنُه ..
.. وأنه سبيل العلم والعمل والمعاملة والحياة ..

به يصير الحاكم مساوياً للشعب ..
وبه تتوازن مصالح الأفراد مع مصالح الجماعات ..
وبه تتحقق العدالة وينتشر التكافل ..
وبه لا يُظلم على وجه الأرض موافقٌ ولا مخالف ..

به يكون الإنسان مع الأيسر له والأنفع ..
وبه يكون مع الأقرب لفطرته والأبهج ..

فإلى متى يتخبط في تيههم المتخبطون ؟
وإلى متى يقول فرعون لمن حوله : مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ !!
لكن .. مع كلِّ تلك المحن ، وتخليط الخصوم وخَبْطِهم ؛ هل أدرك أبناء الإسلام أن الوقت قد حان ليجتمعوا على ثوابتهم ؟
أما آن لهم أن يترفعوا عن الخصومة في الفروع والهوامش ؟
أليس فيهم رجلٌ رشيد يعذر أخاه في ثانويٍّ ليلتقي معه في أوليّ ، ويغض طرفه عن خدوشِ جلده ليحميه من طعنة في قلبه ؟
مع كلِّ ما يحيط بنا من الشدائد ما يزال إخوتنا من أبناء الإسلام يعيشون سكرة الإعجاب بالرأي ، والتشبث بالقش ، وصروح الإسلام يزلزلها أعداؤه في الشرق والغرب والشمال والجنوب ، ويهددونها من الأعلى ومن الأسفل !!
فليخجل أبناؤنا من توجيه سهمٍ إلى مسلمٍ في الأرض والسهام ترمى من أعدائنا علينا صباح مساء ..
اجتمعوا يا أبناء الإسلام على ما لا يُختلف عليه ..
اجتمعوا على الله ..
اجتمعوا على القرآن ..
اجتمعوا على محبة محمد عليه الصلاة والسلام ..
اجتمعوا على الصلاة والزكاة والصيام ...

اجتمعوا .. وإلا فإن التاريخ لن يذكركم بعد اليوم إلا بالسوء والاستهتار ..
اجتمعوا .. وإلا فسيطول ليلكم ولن ترى أعينكم إشراق النهار .
أعلى الصفحة