الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Symposia الندوات
 
المعاني الإحسانية في القرآن الكريم
في الدراسات القرآنية
سوريا /حلب
2006
 
ملف نصي   كتاب إلكتروني  
الإحسان اصطلاحٌ يحملُ بعداً شرعيّاً يتجاوز الحدود اللغوية له كما يتجاوز معنى الصلاة الشرعي حدود اللفظة اللغوي ، وهو داخلٌ في جملة المأمورات الشرعية بنص الكتاب المنير ، قال تعالى :
وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195)البقرة ، وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(93)المائدة
ومقتضى الأمر الوجوب إن لم يوجد صارفٌ يصرفه إلى الندب .
أما بعده الشرعيُّ ومضمونه الاصطلاحي فهو مبين بهدي البينة r حين سأله الأمين جبريل عنه في ذلك الدرس التعريفي البديع :
فقَالَ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ( وهو حديث رواه مسلم عن عمر t ، ورواه البخاري عن أبي هريرة t )
أما رواية أحمد في مسنده عن ابن عمر ففيها : قَالَ : تَخْشَى اللَّهَ تَعَالَى كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَا تَكُ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ، قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُحْسِنٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
وبين القرآن الكريم أن الإحسان مرحلة تالية للإيمان والعمل الصالح بقوله تعالى :
لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(93)المائدة
وكما ذكر المحسنين من الرجال ؛ ذكر المحسنات من النساء فقال سبحانه :
وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا(29)الأحزاب
وزكى وامتدح دينَ المحسنِ بقوله سبحانه :
وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا(125)النساء
وقابل بين المحسنِ والظالم بقوله سبحانه :
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ(113)الصافات
وبقوله :
وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ(12)الأحقاف
وأخبر سبحانه أن الإحسان هو أمنية المعذّبين يوم القيامة :
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ(58)الزمر
وفصَّل بعض أوصاف المتحققين بالإحسان بقوله جلّ من قائل :
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(15)آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ(16)كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ(17)وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(19) الذاريات
وجاء في القرآن الكريم تفصيلٌ وبيانٌ تضمن أموراً ثلاثة :
1 – المقدماتِ التي تسبق مقامَ الإحسان .
2 – العلاماتِ الدالةَ على صحةِ السير إليه وسلامةِ الطريق الموصلة نحوه .
3 – التوصيفَ لمعانيه ومضامينه .
1 – المقدمات :
ومجملها :
الإرادة التي تورث الزهد في غيره تعالى وهو ينتج الإخلاص الذي يثمر التوكل الذي تنشأ عنه حقيقة الصدق ، وحقيقة الصدقِ جامعةٌ للصادقين ، فتتولد عنه الجماعية وآدابها وأخلاقها ، وتذوب النـزعة الفردية والأنانية فيها .
2 – العلامات :
ومجملها :
حقيقة التقوى والصبر عليها وحمل النفس على موافقتها ، والشكر له تعالى على التوفيق إليها ، والرضا والتسليم له تعالى فيما يعتريه من الأقدار والمشاقّ عند الثبات عليها .
3 – التوصيف والمضامين :
ومجملها :
المراقبة والذوق والمعرفة والخشية والمحبة والعبودية .

أولاً – المقدمات :

أ - الإرادة :
قال تعالى :
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(38)الروم
وقال تعالى مخاطباً حبيبه محمدا r :
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (28)الكهف
وقال تعالى مخاطباً إياه أيضاً :
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [1]
وشتان شتان بين الخطابين ، خطاب يأمره فيه بالتصبر مع قوم أرادوا الله تعالى ، وخطاب يأمره فيه بالإعراض عن قومٍ توقفت مقاصدهم عند المادة .
ويتفرع عن إرادة العبد لمولاه إرادتُه لعطاياه التي يهديها إليهم تودداً وتحبباً .
قال تعالى :
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21)الأحزاب فكان أصلُ إرادته في مولاه وكان ديدنه ذكرَه .
ب - وينتج عن صحة إرادة العبد لمولاه الزهد في سواه :
وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى(131)طه
وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(157)آل عمران
وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ(26)الرعد
قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(72)طه
ج - وينتج عن صحة الزهد في سواه الإخلاص :
قال تعالى :
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ(11)الزمر
وقال سبحانه :
قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي(14)الزمر
وقال تعالى :
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (146)النساء

د – وينتج عن الإخلاص التوكل :
قال تعالى :
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(56)هود
وقال سبحانه :
إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ(67)يوسف
وقال سبحانه :
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ(51)التوبة
وقال جل من قائل :
الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(173) آل عمران
د – وينتج عن التوكل الصدق :
قال تعالى :
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ(8)الحشر
وقال تعالى :
مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ (23) الأحزاب
وقال جل من قائل :
لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ (24) الأحزاب

هـ – وينتج عن الصدق ذوبان الأنانية والفردية وتتحقق حقيقة الجماعية:
قال تعالى :
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(119)التوبة
وقال سبحانه :
وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ (36)النساء
وقال جل من قائل :
وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ (29)الفتح
وتظهر أخلاق الجماعية وآدابها :

التي منها آداب قولية :
قال جل من قائل :
وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (53)الإسراء
وقال سبحانه :
فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا(28)الإسراء
وقال تبارك وتعالى :
وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ (19)لقمان
وقال سبحانه :
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (86)النساء
ومنها آداب سلوكية عملية :
قال تعالى :
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63)الفرقان
وقال سبحانه :
وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ (28)النور
وقال تعالى :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا (11)المجادلة
وقال تعالى :
وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ (62)النور
وقال سبحانه :
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ (159)آل عمران

ومنها آداب خلقية :
قال سبحانه :
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ (159)آل عمران
وقال تعالى :
خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ (199)الأعراف
وقال سبحانه :
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)[2]

2 – العلامات :

أ – التحقق بالتقوى والصبر عليها :
قال تعالى :
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(194)البقرة
وقال سبحانه :
فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ(49)هود
وقال سبحانه :
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى(132)طه
وقال جل من قائل :
وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ(7)المدثر
وقال سبحانه :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(200)آل عمران
وقال سبحانه :
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا (120)آل عمران
وقال تبارك وتعالى :
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(186)آل عمران
وقال سبحانه :
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(128)الأعراف
ب – حمل النفس على موافقة التقوى :
قال سبحانه :
( وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى . )النازعات (40)
وقال تعالى :
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)الشمس

ج – الشكر له تعالى على التوفيق إلى التقوى :
قال جل من قائل :
فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(123)آل عمران
اتقوا لعلكم تشكرونه على توفيقه إياكم للتقوى
وقال سبحانه :
فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ(144)الأعراف
وقال تعالى :
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (7)ابراهيم
وقال سبحانه :
وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172)البقرة

ج – الرضا والتسليم له تعالى فيما يعتري من الأقدار عند الثبات على التقوى:
قال تعالى :
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(68)القصص
وقال سبحانه :
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ(253)البقرة
استناداً إلى حقيقة : وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(232)البقرة
وقال جل من قائل :
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ (23)الحديد

3 – التوصيف والمضامين :

أ - المراقبة
قال جل من قائل :
(الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ )[3]
وقال سبحانه :
( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى )[4]
وقال تبارك وتعالى :
وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(15) آل عمران
وقال سبحانه :
سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ(10)الرعد
وقال تبارك وتعالى على لسان موسى r :
قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ(62)الشعراء
وقال سبحانه :
قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى(46)طه
وقال تبارك وتعالى :
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(244) البقرة

ب – الذوق :
قال تبارك وتعالى :
فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا (200)البقرة
وقال سبحانه :
( وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا )[5]
وقال سبحانه :
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ، رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ (13)
وقال تبارك وتعالى :
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ( آل عمران 191)
ولئن كان حال اللواتي ذقن لذة الجمال الخلقي موصوفاً بقوله تعالى :
فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ( يوسف 31 )
فكيف بمن ذاق لذة القرب من حضرة الجمال المطلق .

ج – المعرفة :
1ً- وأولها معرفته في أفعاله :
قال تبارك وتعالى :
هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ (11)لقمان
وقال سبحانه :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ (43)النور
وقال سبحانه :
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ(27)السجدة
وقال جل من قائل :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ (18)الحج
وقال سبحانه :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (41)النور
2ً- وثانيها معرفته في أوصافه:
قال تعالى :
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(6)سبأ وقد قالوا : القرآن وصفه والسنة فعله .
وقال تعالى :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(29)لقمان أي ألم تر وصفه بأنه خبير بهم .
وقال سبحانه :
قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(27)سبأ

3ً- معرفته في تجلياته :
قال تبارك وتعالى :
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ (45)الفرقان

د - الخشية والهيبة والخوف :
قال تعالى :
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ( الأنفال 2 )
وقال سبحانه :
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ( فاطر 28 )
هـ - المحبة :
قال تعالى :
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ( المائدة 54 )
وقال سبحانه :
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ (165)البقرة
وقال تعالى :
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا (10)القصص
فهل يتفرغ قلب أمٍّ تعلق بوليدها من سواه ، ولا يتفرغ قلبٌ تعلق بمولى الموالي، ومالك الجلال والجمال من سواه ؟
و- العبودية :
قال سبحانه :
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ( طه ) ( 41 )
وقال تعالى :
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ (156) البقرة
وقال تعالى :
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ (42)الحجر
وقال تبارك وتعالى :
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ(105)الأنبياء




أعلى الصفحة