الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
poetry شعر
 
الزقاق القديم
شعر
 
ملف نصي   كتاب إلكتروني  
سـيهدم الحيّ (تخطيطاً) و(إعـمــارا)
وفـيـه كـان كـريـم الـقـوم لـي جـــارا
وأنشــق الأمـل الـمنشــود مـعـطــارا
غـــداً بــكــل صـنـوف الـخـيـر زخـــّارا
قــد سـرت الـحـي غـيـابـاً وحــضـــارا
وطــــهــرَ نــفــس وأجـــواداً وأحـــرارا
رجــسٌ وكــنـت أرى صــبـراً وإيــثـــارا
كـان الـمحب لحـال البـعـد مــخـتـــارا
مــن الــمـرارة أقســـــامــاً وأقـــــدارا
نـصـيـبـُنـــا وعـــلا فـي الــجـــو أدوارا
فيهـا الـخـلائــق : أخــيـــاراً وأشــرارا
وربـمـا مــازجـت صـنـجـاً ومــزمـــــارا
والعرس في الطابق السفلي قد ثارا
فــلا أراك الـبـلا ضـــيـــفــاً ولا جــــارا
وإن بـكـيـتَ كـئـيــبـاً صــرت أخــبـــارا
ذي جــنـــةُ الـــخـلد أنســامـاً وأنـوارا
مـن جنةٍ حضنت في حجـرها الـنــارا

يــــخـفـي عـلـومـاً وأنـبـاءً وأســــرارا
وقـال : لازلــتَ فـي الأوقـات مِـكـثـارا
وعــاد مـن بـــعــد ذاك الـفـرِّ كـــــرارا
يـا مــن تــحـرَّق أشــواقـاً وتــذكــــارا
هــذا فـــمـجّـده تـــقـديـراً وإكــبــــارا
يــوزِّعـون عـلـى الــجـهــال أفـكــــارا
ذاك الــزقـاق وذاك الــحــيّ والــــدارا
نِــدٌّ وقــــد جــــلَّ جـدرانــاً وأســـوارا
مــن الـزقــاق وألـفــى الله ســــتــارا
أرى مـن الـقــوم مـن أهــــواه ديـــارا
صــــيـداً من الـغـرب سكاناً وعُـمّـــارا
يـا ســامح الله مـن قـد ضَـيَّـع الــدارا
قالـوا: الـزقـاق قـديـمٌ فـاهجـروا الـدارا
وفـي الـزقــــــاق ظباء كنت أعشقها
وفيه كنـت أرى الـمـاضـي وبـهـجـتـــه
إذا عـلـيـلٌ شـــكـا ســــقـمـاً أزفّ لــه
وفـرحـتـي أفرحـتْ جـاري , وفرحـتـــه
وفـيـه كــنـــت أرى نـبـــلاً ومـرحـمـــة
وعــفـةً وســـمــواً لــيـــس يــعــرفـــه
لـكـنـهـم قـــرروا هـــدم الـزقـاق ومـــا
وقـال أحـــبـابـنـا : صــــبــراً فـإن لــنــا
وفي بنـاء ســمـا كـالـطـود أسـكنـنـــا
قــد طبّقـت عُلبـاً مـن فـوقـهـا عُــلــبٌ
تـأتـيـك أصـــواتـهـم مـن كـل نـاحـيـــة
يـمـوت فـي الطابق الأعلى معللـهــم
وإن تـجـاوزتَ بـاب الــدار تــدخــلـهــــا
إذا ضحـكـتَ فـكـل الـنـاس مســتـمـعٌ
فحين قـالـوا : تـهـنَّ ، الـدارُ تـمـلـكـهـا
أجبتهـم بـمـزيـد الـحـزن : يـا عــجـبــاً

هـمســتُ في أذُنٍ قد كان صـاحبُـهــا
مـا شـأنُ إعمارهم ؟ فارتـاع مـرتـعــداً
وحــيـنـمـا هـــدأت أنـفـاسُ روعــتــــه
أجـابـنـي : أيـهـا الـمـحـزون مـن ألـــمٍ
أصحابنا في بلاد الـغـرب قـد صـنـعـــوا
سبحانَ ما صنعوا ، سبحان ما ابتكـروا
وبـعد حـين سـمـعنـا أنـهـم عشــقــوا
فقال قومي : زقـاقُ الـحـي ليـس لــه
وفـاز مـن نسـي الـتخطيـطُ مسـكـنـه
وعدتُ أنظر في الحيِّ القديم عســى
ومـا رأيـت ســوى أصـحابـنـا هـبـطــوا
فــقـلـتُ : أهـلاً فـهـذي الـدار داركُـــمُ
أعلى الصفحة