الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
poetry شعر
 
من ينابيع الملكوت
شعر
 
ملف نصي   كتاب إلكتروني  















....................................
قال لي قلبي مضى وقـــت الربــــابْ
والتغنّــــــــي بســـــــعادٍ وربـــــــابْ
وأجابَ الــروحُ عنــي باقتضـــــــــابْ:
زينةُ الشَيْبِ : صبـــاباتُ الشــــــباب

باحتراقِ القلبِ في كِـــنِّ الضلــــــوعْ
يتدانى في دُجى النفـــسِ سُـــــطوعْ
والمآقي حين تغشــــــاها الدُمــــوعْ
يُزهِر الــروضُ وتـــــزدانُ الرُبــــــــوعْ

تحكمُ الروحُ بأحكـــــامِ الســـــــرورْ
وتجرُّ النفــــسُ ألـــــوانَ الشــــــرورْ
ظلمةٌ أنــتَ وإن شــــئتَ فنــــــــورْ
والجمالُ المرتجى خلـــفَ الســـــتورْ

غيبةُ ( الإنسان ) مـــــوتٌ للــــورودْ
وسحابُ الظلمِ ميقـــــــاتُ الرُعــــــودْ
مذ عصى ( آدمنا ) ولّـــى الخلـــــودْ
وعلتْ في الأرض أصـــواتُ الجنـــــودْ

شــــــهوةُ البَغْيِ فَمُ الداءِ الخبيـــثْ
تَدفعُ الباغي إلى المــــوتِ الحثيـــثْ
ظالمٌ يفنـــى ومظلـــــومٌ وريـــــــثْ
سنةُ الماضي وموعـــــودٌ حديــــــــثْ

علماءُ الســــوء داءٌ في البـــــــــلادْ
ونشوزُ الـزوج للطفــــلِ فســــــــادْ
وإذا النفــسُ صفــــت رَقَّ الفـــــــؤادْ
نِعمةُ الصُحبـةِ إكســــــيرُ السَـــــدادْ

جوهرُ التـــاجِ على رأسٍ خسيـــــــسْ
مثلمــا روحُ البهيمـــــيِّ البئيــــسْ
وإذا جانَسَـــك الخــــــلُّ الجليــــــسْ
في الصفا أخجلتما الــــدُرَّ النفيــــسْ

وإذا أنتـــــــنَ ســــطحُ اليابِســــــَةْ
تَطلبُ الأرضُ ســــــماءً عابســـــــــَةْ
تَنْشُــد الطوفانَ دنيــــا يائســـــــــَةْ
علَّها بالطُهر تمســــــي آنِسَـــــــــةْ

كُلُّ أرض لم يخالجهــــــا اهتـــــــــزازْ
عن سِواها البورِ لا يُرجـى امتيـــــــازْ
كَم حبيـــــبٍ في ابتــــلاء الله فـــــــازْ
صار بالمحنةِ في أبهــــــى طِــــــرازْ

فتنةُ الإنســــان فقــــــدٌ أو زيـــــادَةْ
وكريمُ النفس لا تَســـبيهِ عــــــــادَةْ
بَيَّنَ الخالقُ للنـــــــاسِ مُــــــرادَهْ :
ما خلقتُ النـــاسَ إلا للعبـــــــــــادةْ

كم جهولٍ في الورى يَخـدُمُ طِينَـــــهْ
غافلاً عن حِكمةِ الخلـــقِ المُبينَـــــةْ
نَفسُه في الســـوءِ قَدْ باتـتْ رهينَــــةْ
لم تكن في المنـزل الأعلــى أمينَــــةْ

في سكونِ الليل كم يحلــــو الهيـــامْ
في سنا طلعةِ ســـــلطانِ الغــــــرام
ينــــــزِلُ البَدرُ وينـــــزاحُ اللثـــــــامْ
وتهزُّ الــــــروحَ أكــــوابُ المُـــــدامْ

أعشقُ الوجهَ الذي في الحسـنِ غابْ
وافتتانـي بالســــماويِّ الشــــــرابْ
أيها القومُ المحبــــونَ الصحــــــــابْ
زينةُ الشَيبِ : صبابـــــاتُ الشـــــبابْ
أعلى الصفحة