شـاخت تجاعيد العجـــوز الســــاحر
قال : المشـيبُ غزا حكيمَك فأتنــي
فاختار طفـــلاً في ثــنايا وجهــــــــه
وغـدا الغلام وراح كـــــلَّ صبيحــــــةٍ
يصغي إلى السحر المضلل سـاهما
لكــنَّ صومعــةً بــــــــدت بــــــــراقة
كانــت على درب الغــلام كأنهـــــــا
فيها حكيــــــم راهـــــب متعبـــــــد
وقف الغــــلامُ ببابهــــــا متأمـــــــلاً
فأجال راهبها بمــــن في بابهــــــــا
يا للحقيقــــة إنــــه فـي صــــــــدره
فرأى من الأمر المحتــــم عونــــــــَه

عـــــــنايـــــة الله ســـــــاقــــــــــت
إذا أرادك عـــــــــــــبـــــــــــــــــــــداً
لا تشــــــتغل بهشــــــــــــــــيـــــم
الكأس حنـــــــــــــــت لحــــــــــــانٍ

خــــــرج الغــــــلام مودَّعـــــــــــــــا
الســــــــــحر ضَللـــه وهـــــــــــــذا
فإلام يمكــــــــــــث حائــــــــــــــــراً
رمـــق الســـــــــماء بنظـــــــــــــرة
يــــارب فـــــــأذن للهـــــــــــــــــدى

يوماً أخاف الناس وحــــشٌ كاســـــِرُ
قال الغلام اليوم أعلـمُ مـن علـــــى
ومضى بصدق في الدعاء مناجيـــــاً
إن كان قولُ الراهبِ الحــقَّ الـــــذي
فاقتل إلهي ذلك الوحـــشَ الـــــذي
ســــقط الهِزَبْرُ مضرّجـــاً بدمائـــــــه
وتألقت شمس الحقيقة في ضحـى

لا تــــدنـــــدن بالــــمـلامــــــــــــــة
ربما مـــــــــن أجــــــل مجـــــــــرى
هل عجيــــب أنــــه يعطـــــــــــــي

أعطيـــــت قلــــــب الراشـــــــــــــد
ولمِا ارتقيــــــت مــــن العُـــــــــــــلا
فاكتــــــــم علـــــــي الـــــــــسر لا
قـــــال العجـــــــــــوز الشـــــــــــيخ
وتباعــدا والدمـــــــع فـــــــــــــــــي

فتح الإله على الغلام فكان فـــــــي
يــــبري بإذن الله كــــــل مبـــــــــرح
حتى أراد الله أن يلد الدجــــــــــــى
فأصيب من آل المليك جليســــــــُه
قال : اشفني ولك الذي تهواه مــن
فأجاب ما يشفي سوى ربي الــذي
وله عنـت كل الوجـــــوه بأمـــــــــره
آمن به يا صاحبـــــي تـــــر بــــــــره
نفذ الضياء إلى الجليــس وفتِّحَــــت
وسعى إلى الملك العتِــيِّ مُزَيَّنـــــاً
دهش المليك وقال : من عافاك يـــا
خلق الســـماء وزانهـــا بجمالـــــــه
فله حياتــــي والممـــاتُ وحبُّــــــــه
غضب المليك وصاح هل من خالــق
وســـطا عليه معذبـــــاً ومنكــــــــلا

لســــــت تحظـــــــــى بمنحـــــــة
وكــــــــذا كــــــــل فــــــاقــــــــــــة
هــكـــذا الــــــــدار فــــــتنــــــــــــة
فاشــــرب الشــــــــهد صافيــــــــــاً

الغلام الميمــــون يُبــــــرق نــــــوره
جزت بالســـحر يا غلام الأمانــــــي
ثم واعدتنا جحـــــــوداً وكفــــــــــــرا
فوحــــــق المُــــــــلك التليـــــــــــد
فأجـــــاب الغـــــــلام مســــــتعصماً
فاقض ما شـئت إن ربك بالمرصــــاد
فاستـشـاط المليك كــبرا ونــــــادى
وأبـى الله كـــلُّ من جاء يبغــــــــي

صـــعِد الجنود به إلى جـبل عـــــــلِ
فتساقطوا من فوقه صرعـــى ومــــا
وأتى الفتى الملكَ الجحود مناديــــا
صــاح المليك لأغرقنــــك يا فتـــــى

هـكــــــذا الحمقــــــى جميعـــــــــا
كـــــفراش شـــــــــده الوهــــــــــجُ
عجبـــاً للجاهـــــــل الأحمـــــــــــق
راجيـــــاً تدميــــــــــر صــــــــــــــرح

أرسَــــــــلُـــــوه بــــــــــــــــــــزورقِ
ويــله الــــيوم مـــــــن فتــــــــــــى
أغــــــــــــــرق الله ركبهــــــــــــــــم
والفتى عــــــــــــاد ظافــــــــــــــــراً

عـــجَز المليك وبان بيـــــن النــــاس
قال الفتـــــى اســـــمع قولتـــــــي
خذ من ســــهامــــــي واحــــــــــداً
واحشـــر جميــع النـاس حولـــــــي
وارفع نـــداءك باســـــــــم ربـــــــي
ما كـــاد ينبُــع جـــــــدول الــــــــدم
حتى تـــعالى اســــم الإلـــــــــــــه
وتقهقــر الملــــــك الكفـــــــــــــــور

مــن تســـامــــى إلى الفـــــــــدى
ولـــــــــئن مــــــــات واحــــــــــــــد
هكــــــذا توهــــــــب الحيــــــــــــاة
وينيــــر الصبــــــــــــاح فــــــــــــــي

شُــــــــق أخـــــــدود عظيــــــــــــمُ
كـــــل مــــــــن آمــــــــــــــــن بالله
وقفــــــــت أم لهـــا مــــــــــــــــــن
ترقــــــــب النـــــــــار وفــــــــــــــي
فجــــرى فـــــــي فـــــــــــــــم ذاك
قــــال يا أمـــــــــاه صبـــــــــــــــــراً
يـومَ يفنــــى كـــــــل ظلــــــــــــــم

ذي قصــــــــة عــــــن جنــــــــــــودِ
في كــــــل عصــــــــــرٍ نراهــــــــــا
والآدمـــــــــــــــــي إذا مــــــــــــــــا
مــــجرداً عـــــــن ضـــــــميـــــــــــرٍ
ذي قصـــة قـــــــــد حكاهـــــــــــــا
واليـوم فـي كــــــــــل يــــــــــــــومٍ