الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
poetry شعر
 
مآل الشاكر والكفور
شعر
 
ملف نصي   كتاب إلكتروني  
قد نسي الموقف يوم العرض
لا يذكر الموت ولا القــــــيامة
زُيِّنَ فيها منـكر وباطـــــــــــل
يأتي وأنت قائـــــــــم أو نائم
وقبل أن يأتيَ يوم المــــــوت
وكل ميتة لها عـــــــــــــلامة
وميت يصـــــــــــــعقه الوعيدُ
يأتي مَلاكُ الموتِ بالمُسَــطَّرِ
وللخبيثِ بالعبوسِ الكــــــالحِ
تصيرُ كالمُبَشَّــــر المستبشر
ولا تعاني خيفةً أو قلقـــــــــا
تخشى ولا ترى معيناً منجداً
عن جســد كان كثيرَ الرجس
منك ودنيا كنت فيها بارعـــــا
كذا اللسـانُ يشتكي انعقاده
وعُملةٍ من الفعــــــــال زائفة
يبكون والإخوانُ والأحبـــــــابُ
يرونَ جثماناً طـــــــريحاً مَيْتا
ومدَّدوكَ ثم كفّنــــــــــــــــوكَ
إما عدواً أو حبيباً شـــــــــيقا
أو روضةٍ بالنور صارت مشرقة
ومــــــــــــعه نكيرُ ليس يُقهَر
إن كنت مــــــمن لا يحبُّ الله
فيها من المولى كثيرُ المنــة
وأشــقياءُ الناس هم جيرانها
منعـــــــــــــــماً أو ذائقاً بلواه
في يومِ شـــــــدةٍ ويومِ باس
ثم يُعادُ ذلك الإنســــــــــــانُ
والخــلقُ لا يُنقَص من عددها
تشـهدُ مشـــهداً كبيراً هائلا
يدوسـهم جميعُ أهل الحشر
فيـــــــــــها نبيٌّ ووليٌّ حاضر
وجوهـــــهم في النور كالنهار
يامن تعالى فوق هذي الأرض
باللـــهو بات مالــئاً أيــــــــامه
دنـــــــــياك ظل وسراب زائل
نسيت أن الـــموت حق قادم
أما تتوب قبل فـــــــوت الفوت
إذ ذاك لا تنفعك النــــــــدامة
فميت مســـتبشر ســـــعيد
يومَ انقضـــــاءِ عمرِك المقدَّرِ
بصـــــــــــورة جميلةٍ للصالح
فإن رأيته مـــــــــليحَ المنظرِ
تلقاه ضاحكَ الجبين مشـرقا
وإن رأيته قبيحاً أســـــــــودا
يمدُّ باعه لنــــــــــزع النفسِ
وعندها تذكر مالاً ضــــــــائعا
ينعقدُ القلبُ عن الشــــهادة
فتخرجُ النفسُ بجهدٍ خــــائفة
وحولك الخلان والأصحـــــابُ
ما أحـــدٌ رأى الـــــــذي رأيتَ
وجرّدوكَ ثم غسّـــــــــــــلوكَ
وحفروا في الأرض قبــراً ضيقا
وأغلقوا فوق جحيمٍ محــــرقة
ثم أتاك للســــــــــــؤال منكرُ
إما تجيب أو تقـــــول : ها ها
وفتحت نافذة للجـــــــــــــنة
أو لجحيمٍ سُــــــــعّرت نيرانها
ثم لبثتَ ما يشـــــــــــــاءُ الله
ثم يشــــــاءُ الله بعثَ الناس
فتجمعُ العظـــــــــــامُ والبنانُ
وترجع النفس إلى جســدها
تخرج من قبرك فرداً ذاهــــلا
فالمتكبرون مثــــــــــلُ الذّرِ
وللكرام صُفّــــــــــتِ المنـابرُ
في ظل عرشِ الله كالأقـمار
أعلى الصفحة