الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Articles المقالات
 
على هوامش المجزرة النكراء
 
على هوامش المجزرة النكراء
...
الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
...
قال الله تعالى لأصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعدما نصرهم وآمنهم من خوف:

( وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
اليوم أصبح المسلمون مستضعفين مرة ثانية يخافون أن يتخطفهم الناس .. (لكن من غير إيواء أو تأييد )
هم مستضعفون في بلدانهم .. وهم مع ضعفهم واضطرارهم خارج بلدانهم مستضعفون أيضا وموصومون بالإرهاب لا لجرم اقترفوه لكن لأنهم مسلمون ..
مهددون بالقتل والتشريد، مهما خدعهم أصحاب الشعارات بأوهام المساواة في المواطنة والإنسانية.
.....
رعاة الإرهاب وصُنّاعه في العالم وأذنابهم يقودون جريمة عالمية كبيرة ضد المسلمين ..
مجزرة اليوم الجمعة في نيوزيلاندا ما هي إلا انكشافٌ صريح للمستور ..
مزقوا الأمة بتفكيكها وتقسيمها إلى دويلات ...
ثم ابتعثوا من أبناء هذه الأمة من يسوّق لأفكارهم ويحارب بالنيابة عنهم ...
وبعدما تفككت الأمة وتشتتت وصارت محكومة بأنظمة معادية لهويتها الأصيلة بدأت الحرب في مراحلها المكشوفة ...
صعود اليمين المتطرف في الغرب واكتساحه لصناديق الاقتراع دالٌّ على أن الغرب يستعد لخطوات أكثر جرأة ووضوحا في محاربة الإسلام ...
لم يعد الصراع فكريا أو ثقافيا ...
بل أصبحت أنهار الدماء المسلمة تجري هنا وهناك بأيدي الحاقد الأجنبي الأصيل أو بأيدي الحاقد الوطني الوكيل ...
أما آن لنا أن نستعد من جديد للمواجهة:
- بتبني الموقف الواضح المناصر للقرآن الحق والسنة النبوية الصادقة ( ولو احتال على القرآن المائعون بتأويلاتهم المحرفة، أو كذّب السنة النبوية المنافقون الجدد )
- بالانتصار على الكراهية النفسانية والحقد والتباغض في دائرة الأمة الداخلية ... فلا جدوى من أمة مشغولة بضغائنها وأحقادها ..
- بالتنوير الفكري الذي يرتقي إلى فهم الواقع العالمي والمحلي تمهيدا لتمكين الروابط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية مع الروابط الإيمانية ضمن مفهوم:
( تعالوا بنا نؤمن ساعة )
.....

أعان الله المسلمين في الغرب فقد أصبحوا الهدف القريب لمجرمي الإنسانية.

وألهم الله المسلمين في بلاد الإسلام التوادد والتحابب والتعاون والتآخي فقد ضاعت أكبر نعمة أنعمها علينا يوم أصبحنا (بنعمته إخوانا )
الطريق إلى استرجاع نهضتنا ومكانتنا طويل ..
لكن قطع مسافة الميل تبدأ بخطوة.
أعلى الصفحة