الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Articles المقالات
 
مجتمعنا المضطرب ينتظر ( محمدا )
 
الإمام الكامل المكَمَّل من خلق الله هو ( محمد ) رسول الله.

وما أحوجَ مُجتمعا مضطربا يبحثُ عن خلاصه من فوضاه واضطرابه إلى هذا الكاملِ المُكَمَّل.

قد يقول الذين لا يؤمنون به من أهل الإلحاد كيف نحتاجُ إلى من لا نؤمن به؟

وقد يقولُ الذين لا يُصدّقون برسالته من أهل الكتاب كيف نحتاجُ إلى شخصٍ لا ننتمي إليه ولا نقرُّ أنه رسولٌ من عند الله؟

وفاتَ الفريقينِ أن هذا الكاملَ المكَمَّل لم يُكْرِهْ أحدًا على الإيمان به، ولكنَّهُ ألزمَ أتباعه بالإحسان والبرِّ لمن آمن به ولمن لم يؤمن به، طالما أنهم مسالمونَ لا يرفعونَ على الناسِ سلاحًا، ولا يسفكون في الأرض دماء...

أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا ... فهذا شأنهم ... وأمرهم يوم القيامة إلى الله...

أما أنهم يحتاجون إلى هذا الكاملِ المكَمَّل فلأنَّ الفوضى العامة ليست شأنا خاصا، ولن يقدرَ الناقصون على إخراج المجتمعِ من هذه الفوضى، بل سيزيدونها عبثية...

ويقولون: أنتم تفترضون أن ( محمدا ) كاملٌ مكَمَّل، ولكننا لا نراه كذلك ...

ونقول: لم نفترض، ولم نخترع، ولكننا فوجئنا بكتابٍ ربّانيٍّ معجزٍ للبشرِ يشهدُ فيه الله تعالى الذي أنزله أن هذا الرجُلَ الذي اسمه ( محمد ) هو رسول الله، وهو الصادق الأمين، والمُرشدُ الكاملُ المُبين ...

فهل نُصَدّقُ أهواءكم ونحن نرى تخبطكم فيها؟

أم نُصَدّقُ الله الذي أكرم العالمَ بهذا الكريم الرحيم المُستوعبِ للموافق والمخالف الذي يُحسنُ إلى من أحسنَ وإلى من أساء؟

هل نُصدّق الذين يتاجرون بالشعارات، ويقامرون بالبشر من أجل مصالحهم؟

أم نصدّق مُكرِمَ الضعفاء، وسيدَ الرحماء، وأمينَ الأرض والسماء، الذي لم يتعاظمْ على أحد، ولم يذكر إخوانه من الرسل قبله إلا بالتقدير والإجلال، ولم يقمعْ أشدّ الناس عداوةً له في مجتمعه من المنافقين، وأعطى ما وصل إليه من الأموال لغيره، وجاعَ وعطِشَ وتحمّلَ في الله المتاعب، ولم يكن عبدَ المنافعِ والمكاسب.

هل نصدّقُ قتلة الأطفال والنساء، وسارقي الثروات ومهلكي الحرث والنسل؟

أم نصدّقُ راحم اليتيم، وناصر المرأة، ومعينَ الشيخ والعجوز؟

مُجتمعنا المضطربُ الباحثُ عن خلاصه ينتظرُ هذا الكاملِ المُكَمَّل ( محمّد ) لأنه سوف يعيدُ إليه توازنه، وينقذه من الانحطاط والانحدار.
أعلى الصفحة