الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Articles المقالات
 
عيد بأية حال عدت يا عيدُ ..
24/4/2011
 
يمر على كنسية القيامة في القدس عيدها، ويعكّرُ الجنود صفو العيد..
وتمرُّ على شامنا بمسلميها ومسيحييها هذه الذكريات مكدرة ومعكرة أيضا..
وذكريات المسيحية مرتبطة بذكريات المسلمين لأن عيسى مشترَكُهُم بكل ذكرياته.. ومهما تباين الاعتقادُ بينهما بصلبه أو رفعه يبقى عندهما مقدسا ومرموقا ومعظما ومحترما..
وتقترب من شخصية المسيح شخصية البطل علي، فكلُّ الطوائف تحبه، وتجله، وتضعه في سويدا الفؤاد...
المشكلة لا تكمن في عيسى ولا في علي...
ولا يأتي من عيسى وعليّ إلا كل خير..
المشكلة تكمن فينا ... نحن المنتسبين إلى هذه الشخصيات العظيمة...
هل استقرت المحبة التي جاء بها عيسى في قلوبنا فنشرناها على من هم حولنا، ولم يحول كل منا عيسى عنده إلى نعرة وحمية وعصبية، وشتان شتان بين المحبة والنعرات...
وهل تمكنت الفتوة والنقاء والصدق والرجولة التي أضاء بها عليّ في أرواحنا وضمائرنا وسلوكياتنا، أو أننا حولنا الانتماء إلى طائفية بغيضة، وعصبياتٍ شنيعة، وأحقادٍ يتبرأ منها عيسى وعليّ؟
متى كانت الدماء تسفح على أرض سورية من أبناء سورية؟
من هم الشبيحة المستأجرون؟ هل هم من إسرائيل؟ أم أنهم من أبناء جلدتنا؟
كيف يتجرأ بعض الذين اعتادوا التهريب وتجارة المخدرات على أن يكونوا أجراء القتل ... ويقتلون من؟ أليس المقتول أخا وابنة وابنا وأبا؟
لا وألف لا لتنفيذ الأجندة الخارجية...
ولا وألف لا لتخريب الممتلكات العامة...
ولا وألف لا للفوضى التي تسمح باختراق الأعداء بلدنا الحبيب..
لكن ... لماذا يكذب إعلامنا؟
لماذا لا تتكافأ فرصُ جميع المواطنين؟
لماذا توجد مزايا لطيف من الأطياف السياسية ويُحرمُ الباقون؟
لماذا لا نتعلم الطلب المؤدب؟
ولماذا لا نتدرب على الإجابة المستوعبة من غير حاجة إلى سفك دماء...
مهما تكن الأسباب ... فلن يرجع القطار الذي تحرك..
ولا بدَّ من علاج المرحلة الجديدة..
العلاج ليس بزيادة دماء...
ولا باستئجار المزيد من الشبيحة القتلة...
العلاج بتواضع الأقوياء الممسكين بالسلطة وقبولهم أنهم ليسوا فوق الشعب، وأن الشعب يستحقُّ الحوار...
وبسماعِ جميعِ الحكماء... وليس بسماع من قالوا عن أنفسهم إنهم ..حكماء ... أو وجهاء..
وبالتوقف عن الصدام ...والرغبة الصادقة بالوئام.
أعلى الصفحة