الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Articles المقالات
 
شماعات المؤامرة لا تعلق المجتمعات القوية عليها تقصيرها وأخطاءها
10/5/2011
 
صحا عالمنا العربي فجأة فوجد نفسه صوتَ النشاز في معزوفة الحريات العالمية، فالشعوب الأوربية مثلا في الغرب تختار مصائرها بحرية، والشعوب اليابانية والماليزية والسينغافورية مثلا في الشرق تختار مصائرها بحرية أيضا، ومن حولنا تركية وغير تركية... حتى الكيان الغادر الصهيوني يتعامل شعبه مع شعبه بحرية وحوار... فلماذا لا تتمتع أمتنا بالحرية والديمقراطية وثقافتنا وحضارتنا قبلهم جميعا تقول: ( وأمرهم شورى بينهم) ؟
وكان الشباب قبل الكهول والشيوخ أصحاب الصحوة والحماسة والتساؤل... فصاحوا في الشوارع والطرقات لسنا أقلَّ إنسانية من غيرنا يا ناس..
لكنَّ المستفيدين من طواعية الشعوب العربية وخنوعها للاستبداد والفردية بالأمس هالتها المفاجأة، فقد اتخذوا القصور والمصانع لعلهم يخلدون ...
لم تكن لحظة الصحوة واحدة بين الشباب والحكام... فقد تأخرت صحوة الحكام، وانفجرت حماسة الشباب، وكان كل طرف منهما ينظرُ إلى مصدر قوته...
قوة الشباب كانت قوة مبدئه الإنساني، وإرادته في الكرامة والعدالة ..
ولم يكن لدى الحكام العرب قوة المبدأ بمقدار ما كان لديهم من مبدأ القوة...
فاصطدمت قوة المبدأ؟ بمبدأ القوة ...
قوة المبدأ تتصاعد حدتها وترخص من أجلها الدماء...
أما مبدأ القوة فيهبط في حسه ومعناه يوما بعد يوم، لأنه لا بد أن ينفد سلاحه يوما ما ولا بد أن يفقد شرعية وجوده إذا تمسك بمبدأ قوته يوما ما أيضا ...
وبدأ الصدام فعلا ...فخرج الشباب بالصدور العارية يحملون المبدأ ...
وخرجَ السلاحُ عاريا عن المبدأ يحمل القوة...
لو كانت حكمة الحكام أو بقية مبادئهم حاضرة لكانت استوعبت ما تقتضيه المرحلة من اللقاء في منتصف الطريق، ولكنّ غياب الحكمة أسال دماء الشباب، وزاد حماستهم، وأضاع مبدأ الشرعية ...
ليست هذه الأزمة مختصة بتونس أو مصر واليمن وليبيا وسورية، بل هي أزمة كل عربي لكنها حلقات السلسلة التي فسرها الحكام بالمؤامرة، ورآها الشباب يقظة النائمين...
المؤامرة لا تضرُّ مجتمعا يعطي للمبادئ قيمة ومقدارا ...
بالله عليكم تآمروا على أمريكا ولنر آثار مؤامراتكم ...
تآمروا على كيان بني صهيون ولنر آثار مؤامراتكم ...
تآمروا على أوربة ولنر آثار مؤامراتكم ...
شماعات المؤامرة لا تعلق المجتمعات القوية عليها تقصيرها وأخطاءها ...
أما المجتمعات الضعيفة التي يحكمها الاستبداد، فتغطي واقع الرشوة والفساد والاستبداد والقمع بشعارات المؤامرة...
أما يحتاج واقعنا المتدهور في سورية وأزماتنا المتصاعدة اليوم إلى حلول؟
هل تستطيع الحكومة وحدها إيجاد المعجزات للخروج من الأزمة؟
لا ... وألف لا ...
ويقولون: تمرد مسلح، وإماراتٌ سلفية، ومندسون، وعصابات.....
ونقول كفى ... كفى ...
تجار السلاح في سورية الذين وجدوا منذ عشرات السنين باعوا سلاحا لمذبوحٍ لا يجد أمامه محاورا، بل يجد رشاشا ومدفعا، وأقنعوه أن لا يموت مجانا... فسقط الشهداء من الشعب والجيش...
وقالوا: تمرد مسلح... لأن المذبوح لا ينبغي أن يفكر بغير مدّ رقبته لذابحه... هذا عيب..
وقالوا: إماراتٌ سلفية ... لأن الصوفي الذي لا يعرف في حياته النزعة السلفية قال وهو يضع يده على جرح صدره الذي يخترقه الرصاص: ( الله أكبر) وكان تفسيرها: إمارة سلفية... هذا عيب أيضا..
ما يزال الشعب السوري ينتظر مفاجأة من رئيس البلاد، وتدخلا صاعقيا يخرجها من أزمتها ...
لم يقطع أمله برئيسه حتى اللحظة ... واستثمار هذا الأمل فرصة طيبة ...
سحب الجيش، وإلغاء الاعتقال، وإيقاف النزيف، والاستماع للمتحمسين، وإعلان المساواة بين جميع السوريين، دون تخوين أو اتهام، والوصول إلى وثيقة العيش الكريم...الخ..
هي إسعافاتٌ فورية، لو حصلت فستكون سورية بلد التميز في أزمتها هذه، وإن لم تحصل بالسرعة القصوى، فالقادم أسوأ بكثير...
أعلى الصفحة