الموقع الشخصي للدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
الطب مهنتي والشعر أغنيتي وعلوم القرآن والسنة ثقافتي والتصوف ذوقي وسجيتي والفكر سلاحي وعلامتي والتربية بنقل الناس من علائق الكون إلى الاستغراق في حضرة الله وظيفتي وتحبيب الخلق بخالقهم فني وهوايتي
 

موقع الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
 
Books كتب
 
في أنوار معاني القرآن الكريم
إعداد: الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني
جزء عم / سورة النبأ
 
1- {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ} عَمَّ: لفظ استفهام، معناه عن أي شيء؟
2- {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} النَّبَأ: الخبر.
والنبأ العظيم هو الخبر الذي يخبر الله به بعض عباده فيصبح به نبيًّا.
3- {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} : مختلفون في كون محمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا من عند الله تعالى حقا.
4- {كَلاَ سَيَعْلَمُونَ } كَلا: كلمة زجرٍ وتهديدٍ.
5- {ثُمَّ كَلاَ سَيَعْلَمُونَ} كرر للتوكيد.
6- {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا} المِهَاد: الفِراش، والبساط.
7- { وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} الأَوْتَاد: المثبتات.
8- { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا} : أي أفرادًا ضمن نظام الزوجية الذي لا يخرج عنه مخلوق.
9- { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} : أي راحةً لأبدانكم.
10- {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} : أي كاللباس للنفس لأنها تنال فيه سكينتها وسكونها.
11- {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} : أي وقت طلبٍ لأسبابِ العيشِ.
وأسباب عيش الإنسان نوعان: حسّيٌّ ومعنوي.
أشار تعالى إلى الأول بقوله:
نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الزخرف: 32]
وأشار إلى الثاني بقوله:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه: 124]
فالمطعَم والمشرَب مثلا هو من الحسيّ، والصلوات وذكر الله تعالى وتقواه هو من المعنويّ.
12- {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} : أي سبع سموات شديدة البناء لا ينفذ منها أحد إلا بالسلطان الذي أشار إليه بقوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن:33]
13- { وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا }: أي شمسا متوقِّدة ترسل الضياء.
14- {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا} : الْمُعْصِرَات السحب التي يعصر فيها الغيث، والثَجَّاجُ: المصبوبُ بكثرة.
15- { لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا} الحبّ: كالحنطة والشعير وأمثالهما، وَالنَبَاتُ: يشمل ما أَنْبَتَه الله في الأَرض من نباتاتٍ شتى من الحبّ وغيره، فاندرجت فيها أنواع النباتات المتنوعة التي على الإنسان أن يبحث فيها فمنها ما ينفع البشر ومنها ما ينفع البهائم وغيرها.
16- { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا } : أي بساتين محاطة بالنخل، فلا يكون البستان جَنَّة إلا بوجود النخل والأعناب فيه.
والأَلْفَاف: الملتفة بعضها ببعض لكثرتها وتفرُّع أغصانها.
والخلاصة: أن العوالم النباتية منها ما يخرج منه الحبّ وهو غالب القوت، ومنها ما يكون منه الخضار وهو سبب النشاط والحيوية، ومنها ما تخرج منه الفواكه وبها سرور الإنسان وتفكهه.
كما أن بعض الأقوات شجرية، خاصة في المناطق التي يقل فيها الحب كالتمر في الصحراء.
17- { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا} : ويَوْمُ الْفَصْلِ هو يوم القيامة، لأنه يفصل فيه بين الشقي والسعيد بعد الاختلاط في الدنيا. والمِيقَاتُ: الوقتُ والموعدُ لاجتماع الأوَّلين والآخرين في الآخرة.
حكى القرآن عن الاختلاط الدنيوي بين الصنفين بقوله تعالى: { وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ}[الأنفال:60]
وحدّث عن الفصل الأخروي بقوله: {يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود:105]
18- { يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} : أي زمرًا، وجماعات.
19- {وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا} : يعلم الله تعالى ماهيتها.
20- {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} : وَسُيِّرَت: سيرها الله تعالى بعد أن كانت ثابتة. فصارت سَرَابًا: يحسبها الناظر من بعيد ماءً، وقد يكون ذلك من معادنها التي ذابت فصارت سائلة.
21- { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} : أي طريقًا يمرُّ كلُّ النَّاسِ فوقَه وهي ترصدهم جميعا فيه وتنتظرهم عليه، فتلتهم الشقي منهم، وتبتعد وتخضع للسعيد.
فالمرصاد عادة هو المكان الذي يُرصد فيه العدو .
22- { لِلْطَّاغِينَ مَآبًا} : الطاغون: هم الذين تجاوزوا حدود العبودية - التي أمروا بالتزامها - إلى الكفر أو الفسوق. والمَآبُ: المرجع، فقد رجع من كان طاغية إلى أمه الطاغية، قال تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} [الشمس: 11] أي بسبب طغيانهم كذّبوا، وقال: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} [الحاقة: 5] فكانت الطاغية جزاء أهل الطغيان.
23- { لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} : أي مقيمين فيها دهورًا.
و أحقاب الآخرة لا نهاية لها ، وهي كناية عن التأبيد, أي يمكثون فيها أبدا.
24- { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا} : لا يمرُّون بوقتِ بردٍ يريحهم فيه ظلٌّ يقيهم من الحر، ونومٍ يخرجهم عن الشعور بالألم، ولا يقدَّم إليهم شرابٌ يخرجهم عن الظمأ الشديد.
25- { إِلاَ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} : الحَمِيمُ: الماء الشديد في حرارته، وَالغَسَّاق: ما ينصبُّ من السوائل والموائع من جلود أهل النار وقيحهم.
ومعنى الغَسَقان: الانصباب..
26- { جَزَاء وِفَاقًا} : فقد وقع بهم ما يكافئ ويناسبُ أوصافهم الظلمانية، وأفعالهم التي أكثرها الظلمُ والأذى والجحود والإنكار.
27- {إِنَّهُمْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ حِسَابًا} : أي كانوا لا يؤمنون بالبعث فيرجون حسابهم في يومه.
28- { وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} : أي كذبوا تكذيبا كبيرا.
29- {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا} : أي كتبناه وحفظناه.
30- {فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَ عَذَابًا} قال أبو برزة: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أشد آية في القرآن؟ فقال: قوله تعالى: "فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا" قال تعالى "كلما خبت زدناهم سعيرا" [الإسراء:97].
31- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} : محلّ فوز ونجاة وخلاص مما فيه أهل النار.
32- { حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا } : الحَدَائِقُ البساتين المحاطة بسور، وفيها يشعرُ أهل النعيم بأملاكهم بسبب الأسوار، ويتنعمون بالمشاهد بسبب الخضرة والثمار، وما بقي إلا الخمرة والشرابُ المكمِّلُ للذة فذكر أصله وهي الأعناب، وفي ذكر الأعنابِ مع ذكرِ الخمرة في موضعٍ آخر نكتة لطيفة، فكما يشتهي بعض أهل الزرع الزرع يشتهي بعضهم صناعة الخمر فيعطى ما يشتهيه، على أنه ذكر بعد قليل الكأس الدهاق التي ينالها جاهزة حاضرة خالصة.
33- { وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا } : الكَوَاعِبُ جمع كاعب، وهي: الناهد التي نهد ثديها، وارتفع عن صدرها، وفي اللفظة إشارة إلى علوِّ مُرادها وارتفاعه، والأَتْرَابُ: المتماثلات في السنِّ وقد يكون فيهنَّ التماثل في الوصف النوراني.
34- { وَكَأْسًا دِهَاقًا} :كؤوس مملوءة بالخمر المصفاة المتتابعة، وهم يشربون منها الواحدة تلو الأخرى.
35- {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ كِذَّابًا} : اللَغْوُ الكلامُ غير النافع، فلا يسمعون شيئا منه كما أنهم لا يُكَذِّبُ بعضُهم بعضًا بل لا يسمعون الكذبَ في الجنَّة أصلا.
36- {جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا} : أي ثوابا كثيرًا يكفيهم.
يقولون: أحسبتُ فلانا: أي كثَّرت له العطاء حتى قال: حسبي.
37- {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} : أي لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه، قال تعالى: {لا تَكَلّمُ نفسٌ إلا بإذنِه} هود: 105
38- { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفًّا لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } : الروح ملك من الملائكة أحد الأقوال أنه جبريل، والصوابُ بعد إذن الرحمن هو قول الحقّ.
39- { ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} : اليومُ الْحَقُّ أي اليوم الكائن الواقع لا محالة، فمن اختار طريق نجاته وسعى إليه يريدُ العملَ الصالح ويفعله، وهو طريقُ المآبِ أي الرجوع إلى الله.
أي مرجعا ؛ كأنه إذا عمل خيرا رده إلى الله عز وجل، وإذا عمل شرا عده منه.
40- {إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} : أي أنذرناكم عذابا قريبا في يومِ القيامة الذي ينظر فيه المرء ما قدمت يداهُ في دنياه.
ثمّ إنه تعالى بعد أن يحشر الخلق كلهم يُقال للبهائم والطير: كوني ترابا، فيتمنى الكافر بعد يقينه بعذابه أن لو كان مثلهم غير مكلَّفٍ ليصير مثلهم ترابا فيقول: يا ليتني كنت ترابا.
أعلى الصفحة